المحليات

خطيب المسجد الحرام: العشرة بالمعروف بين الزوجين

مكة المكرمة – المدينة المنورة – البلاد

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، في خطبة الجمعة امس، أن من العشرة بالمعروف، أن لا يضيّق الزوج على زوجته في النفقة، في حال السعة، وأن يساويها بنفسه في المعيشة والسكنى، (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّـقُوا عَلَيْهِنّ ) ، فَأَولَى النَّاسِ بِالإِنْفَاقِ عَلَيْهِمُ، هم أَهلُك وخاصتك، والنفقة عليهم ليست من المستهلكات الضائعة، بل هي من الصدقات الباقية، وَقد عَظَّمَ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمْرَهَا، وَضَاعَفَ أَجْرَهَا.

وقال: إن من علو النفس وكرامتها، أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته شيئاً، إلا برضاها وطيب نفسها؛ فمالُها مِلْكٌ لها، ولكن إذا كان الزوج ذا حاجة، والله تعالى قد منَّ على زوجته بفضل من مال، فإن من العشرة بالمعروف، أن تعين زوجها، بما تفضل الله، تبارك وتعالى، عليها، موضحا أن مِنْ أَهَمِّ خِصَالِ حُسْنِ العِشْرَةِ، ثِّقَةَ كل طرف بالآخر، ولا بَأْسَ فِي الغَيْرَةِ المُعتَدِلَةِ، بل هي من كرائم المروءة، ودليل على المحبة ، كما أن مِنْ حُسْنِ العِشْرَةِ، التَّرفِيهُ عَنِ الزَّوْجَةِ، بِمَا يُدْخِلُ عَلَيْهَا السُّرُورَ والسعادة، ومن نظر في سِيرَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، مع ما كان يحمله من أعباء النبوة، وجد في سيرته، الكَثِيرَ مِنْ مَظَاهِرِ التَّرفِيهِ، وَالتَّروِيحِ عَنْ نِسَائِهِ.

وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام الزوج قائلاً : إن الثناء على الزوجة، في الزينة والمأكل والملبس، مفتاح لقلبها، وطريق لحبها، وتذكر أن من كَرُمَ أصله، لان قلبه، وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك، فإنها تحب منك كما تحب منها.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن الحياة الزوجية، تُبنى على تقوى الله، عز وجل، ولهذا لا يوجد في القرآن كله، كما جاء في سورة الطلاق، من حث على التقوى، وترغيب لما هو أتقى، في معاملة الزوج لزوجه، فمن امتثل أمر القرآن، يكفر الله عنه سيئاته، ويعظم له أجره، ويجعل له من أمره يسرًا، ويجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً.

وأوضح الشيخ المعيقلي أنه إذا صلحت النيَّات، وسارِعت النفوس إلى الخيرات، وأدَّت الواجِبات، عمّت السعادةُ وحلّ التوفيق، ومن لزِمَ الدعاءَ، وأخلصَ لله الرجاء، فلن يُخيِّب الله أملَه، ولن يُضيِّعَ عملَه، مضيفا بأن السكن والطمأنينة في العلاقة الزوجية، نعمة عظيمة، لا يقدرها حق قدرها، إلا من حرم لذتها، وقد نوه القرآن الكريم، بجلال هذه النعمة فقال : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)، وهذا السكن يا عباد الله، هو الراحة والاستقرار والطمأنينة، والصحبة القائمة على المودة والرحمة.

وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة عن انقضاء شهر الخير والبركة شهر رمضان وأحوال العباد فيه .

 

وقال : “شهر رمضان المبارك موسم بركة وفضل، قد انقضت أيامه وطويت أعماله.

إنه شهر عظيم فضله عجيب في الأمة ، ربح فيه الفائزون وغنم فيه المجتهدون، فيا سعادة الفائزين قد الهمهم الله، عز وجل، التوبة ووفقهم للطاعة .

وأضاف أمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان يقول :” إن أبواب التوبة لا زالت مفتوحة لم تغلق بعد رمضان وربنا، جلا وعلا، يقبل التوبة من عباده في كل مكان وزمان, مستشهداً بقول الله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).

وخاطب من ضاعت عليه فرص شهر رمضان المبارك قائلاً : “إلى من ضاعت عليه فرص رمضان.

بادر بالتوبة وتعجل قبل فوات الأوان ومباغتة الأجل، فكل ابن آدم خطاء والعتب على من أصر وله رب يغفر الذنوب فلم يستغفر .. ولولا أنكم تخطئون وتستغفرون لذهب الله بكم، وجاء بقوم يخطئون فيستغفرون فيغفر الله لهم”.

ودعا المسلمين إلى سؤال الله تعالى الثبات على الطاعات، وأن يتعوذوا من تقلب القلوب، فما أقبح ذل المعصية بعد عز الطاعة، وما أفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة، مستشهداً بقول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *