البلاد ــ أبها
بين السهل والجبل والوادي، ينتشر الغطاء النباتي في منطقة عسير، موفرًا تنوعًا في كثيرٍ من الأشجار والأزهار والأعشاب والشجيرات والحشائش، حيث أسهمت التضاريس الخاصة للمنطقة في تنوع المكونات الحيوية وتباين الظروف المناخية من اعتدال الطقس خلال الصيف في المرتفعات الجبلية إلى الدفء في السواحل خلال الشتاء.
وتمتد منطقة عسير على ساحل يصل طوله إلى 125 كم تبدأ تضاريسه في التصاعد حتى تصل جبل السودة الذي يعد أعلى قمة جبلية في المملكة على ارتفاع يصل إلى 3015 مترًا فوق سطح البحر.
وفي هذه التضاريس المتباينة والمتدرجة من أعلى نقطة جبلية وحتى أعماق البحر الأحمر تزدهر الغابات والنباتات التي تشكلها أشجار معروفة منذ آلاف السنين كالـ العرعر، والعتم، والسدر، والأثل، والقرنفل البري، والحنظل، والأثل، والسمر، والطلح، والمانجروف وغيرها المئات من الأنواع، حيث تشكل ما نسبته 80 % من غابات المملكة، وتحتضن أكثر من 1560 نوعًا من النباتات الطبيعية المعروفة في المملكة والبالغة ما يقارب من 2234 نوعًا.
وعملت وزارة البيئة والمياه والزراعة خلال السنوات الأخيرة على حصر وتصنيف حوالي 229 شجرة نادرة ومعمرة في محافظات ومراكز منطقة عسير، تصل أعمار بعضها إلى 1400 سنة؛ وذلك بهدف وضع خطة لحمايتها، وكشف الحصر والتصنيف عن وجود نحو 163 شجرة معمرة توزعت ملكيتها بين العامة والخاصة تحتاج إلى حماية، بينما حوالي 66 شجرة لا تحتاج إلى حماية وبعضها يصعب الوصول إليها.
وشملت أنواع الأشجار التي تم حصرها: الحمر (التمر الهندي)، والظهيان، والجميز، والأثب، والسدر، والعدنة، والتالقة، والصومل، والجوز (القعقع)، والغرب، والرقاعة، واللبخ، والإبراة، وتوزعت هذه الأنواع في محافظات رجال ألمع، والنماص، وظهران الجنوب، والحرجة، وتنومة، ومحايل عسير، ومراكز الحبيل، وحسوة، وروام، والغايل، والفرشة، والجوة، وسبت بني بشر، والشعف، وباشوت، والشفاء.
وأشار كتاب “الغطاء النباتي الطبيعي في الإقليم الجنوبي الغربي” لمؤلفته فريدة بنت محمد قدح إلى تميز غابات “السودة” و”بيحان والجعد” في بلحمر وغابات بلسمر وبني شهر و بني عمرو، بكثافة أشجار “العرعر” وتوزعها بكثرة، وبوجود الضباب ودرجات الحرارة المنخفضة إلى الباردة، إضافة إلى توفر المياه والتربة الخصبة، وهو ما ينعكس على اخضرارها الدائم وأوراقها البرية الخشنة التي تجعلها شجرة محببة للظل وصناع الأثاث وبعض أنواع العطور.
ويأتي العتم “الزيتون البري” كثاني شجرة من الأكثر كثافة في المواقع الجبلية وينتشر في سفوح المرتفعات الرطبة في المنطقة، ويتواجد في الأماكن الواقعة على ارتفاع 1500-2000م حيث تمتاز أخشابها بالقوة والصلابة ما جعل السكان يستخدمونها في بناء المنازل، إضافة لإدخاله في عملية لإنتاج زيت القطران.
أما نبات “الشث” والمعروف بـ”الديدونيا” المنتشر في المرتفعات الباردة فهو من الشجيرات المحلية التي تعيش في مرتفعات عسير والمناطق الجنوبية والغربية ذات أوراق خضراء لامعة، وأزهار جميلة، وهو قابل للتشكيل والتقطيع ويستخدم للزينة حيث يتم توظيفه في الحدائق والزوايا والساحات وأفنية المنازل، حيث إنه ملائم في معظم مناطق المملكة.
ويتميز نبات “الطلح” بكثرة نموه في الأرض المنبسطة وشبه المنبسطة في الهضاب الداخلية، حيث يزهر في فصل الربيع ويأتي في شكل ممتع للنظر، يجذب أسراب النحل لإنتاج عسل الطلح الشهي.