في حوارات الناس مع بعضهم بعضًا، نسمعهم يتكلمون ويرددون أن الزمن تغير، وقد ينادي أحدهم لو الزمان يعود يومًا لفعلت كذا وعملت كذا، قد يكون فيها نوع من الحسرة أو التمني لما مضى عليه من الزمن، معتقدًا أن الزمن الفلكي هو الذي تغير عليه متناسيًا زمنه الاجتماعي.
يُعد الزمن الاجتماعي تعبيرًا عن إيقاع الحياة الاجتماعية طبقًا للإطار المرجعي الثقافي الاجتماعي الذي يتمثل في المعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف المتوارثة تسلسليًا، ويقبلها أغلبية أفراد المجتمع كمعيار لتنظيم أوجه نشاطهم الاجتماعي في المجتمع.
لكن هل الإنسان تغافل بأنه هو الذي تغيّر وأصبح هرمًا مسنًا كبيرًا عاجزًا على مجاراة إرثه الاجتماعي؟
إنّ الإنسان يحاول أن يعيب زمنه الفلكي، ويُعطي نفسه مبررًا بأنه ما زال قويًا في مواجهة واقعه الاجتماعي، فيقع فيه قول القائل: (نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا).
أيها الإنسان،
أنت نواة تغيير زمنك الاجتماعي وصانعه بمواقفك وأحداثك، أنت من تمتلك كل أدوات التغيير من خلال تفكيرك الذي يتطور ويتقدم وينمو ويتقلب ويتبدل ويتحول إلى أن تكون مُعمّرًا في هذه الأرض، فلا بدّ أن نصنع لنا واقعًا اجتماعيًا يتناسب مع زماننا الفلكي، ونسعى أن نكمل ما فعله السابقون من تطورات تتناسب
مع واقعنا الاجتماعي بأفكارنا المتغيرة وميولنا المتحولة وقناعتنا المتنقلة وأحلامنا المتبدلة، فنحن مَن نتغير بأفعالنا وأعمالنا وبزمننا الاجتماعي لا الفلكي، لذلك غيروا من أنفسكم أولًا، واسعوا إلى تغيير واقعكم الإجتماعي، وغيّروا ضمائركم ونفسيتكم التي يسكنها الشر، وانهضوا بخيركم، وانتصروا بعملكم الصالح.