عالمياً ، لا صوت يعلو فوق معاناة البشر من حرارة الجو المتصاعدة وما لها من آثار سيئة وقاتلة ومدمّرة على البيئة والمحاصيل الزراعية وانهيار البنية التحتية للمباني والطرقات بالإضافة الى أثرها الخطر على صحة الإنسان في ضبط حرارة جسده وإصابته بضربات الشمس والحمي والجفاف والصداع وزيادة العبء المالي عليه.
مراكز البحث والفكر والإبداع تستنفر علماءها ومفكريها لوضع حلول مبتكرة للتعامل مع أشعة الشمس الحارقة والمتصاعدة، ومنها وضع مظلات عملاقة مصنوعة من الألواح الشمسية تنتشر في فضاء المدن والقرى لتكون حاجزاً بين الشمس والأرض وسكانها بغرض التظليل وانتاج الطاقة اللازمة للتكييف والإضاءة صيفا وشتاءً، أو العمل على تكوين سحب كثيفة تستمد مياهها من رطوبة الأجواء الطبيعية وتمد الأرض بزخات من الرذاذ الخفيف الخ .
منذ 17 عاما العديد من دول العالم تنبهت الى مخاطر إرتفاع درجات حرارة الجو وعلى رأس هذه الدول الهند. ووضعوا إستراتيجيات وأهداف وخطط عاجلة للتعامل مع هذه المخاطرمن خلال سياسات وإجراءات لإدارة المدن ودعم السكان حفاظا على الصحة العامة وثبات مستويات الإنتاجية وتقليل الفقد للناتج القومي لتلك الدول ..
إلى جانب الحلول العملاقة لمواجهة هذه المشكلة في العالم ، يمكن إتخاذ خطوات تحولية جبارة فورا للتعامل معها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
** إنشاء هيئة مستقلة لوضع الإستراتيجيات وسن القوانين الصحية والبيئية ونشر ثقافة مواجهة موجات الحر لسنوات طويلة قادمة .
** تكثيف المساحات الخضراء والتشجير في المدن والشوارع والمنازل ورش قطرات رزاز المياه في الجو ..
** طلاء أسقف المنازل والمباني بمواد خاصة عازلة للحرارة وعاكسة لأشعة الشمس ووضع شروط هندسية للتهوية الطبيعية وإستعمال مواد بناء صديقة للبيئة وتحفيز السكان لإنتاج الطاقة الشمسية.
** وضع قوانين الزامية بتظليل ممرات المشاه ومواقف السيارات أمام المجمعات وباحات المدارس والجامعات والمستشفيات والمنازل ونشر ثقافة إستعمال الشماسي الفردية الخ ..
** أولاً وأخيراً يجب إعادة النظر في أسعار الكهرباء عموماً و لذوي الدخل المحدود خصوصاً ومنحهم معونات في شكل أجهزة تكّييف إقتصادية مخفّضة .