الرياض – البلاد
يعتبر التعليم أحد الركائز الرئيسية للتنمية المجتمعية والفردية على حد سواء، فضلاً عن كونه حقاً أساسياً من حقوق الإنسان. وفي ظل توافر الموارد والأدوات الفعالة، أصبح للتعليم تأثير بعيد المدى على التنمية الاقتصادية وتحسين الجودة الشاملة لحياة الناس وتمهيد الطريق لمستقبل مزدهر. ورغم إتاحة الأدوات التعليمية، لا يزال الأطفال حول العالم يفتقرون إلى الوصول إلى التعليم الجيد، ما أدى بدوره إلى انخفاض التنمية الفكرية وتطور الأفراد، وكذلك المجتمعات.
وفي إطار المساعي الرامية إلى الحد من الحواجز الاجتماعية وجعل التعليم في متناول الجميع حول العالم، تأخذ المؤسسات التعليمية، بما في ذلك جامعة حمدان بن محمد الذكية، زمام المبادرة في تأمين مستقبل يسهل فيه الوصول إلى التعليم. ومن خلال جهود تعزيز الابتكار والتغيير، تسعى هذه المؤسسات إلى إحداث تحول في منظومة التعليم القائمة، والاستفادة من الإمكانات الكاملة للتعليم في تمكين الأفراد في جميع أنحاء العالم عبر العديد من المبادرات الاستراتيجية، سعياً لتعزيز الفرص الأكاديمية وضمان مستقبل شامل ومنصف.
وتركز جامعة حمدان بن محمد الذكية بشكل كبير على توظيف القدرات التقنية والابتكارات المتطورة لتعزيز تجارب الدارسين ونتائجهم التعليمية. كما تهدف المؤسسات التعليمية إلى توفير تعليم مرن ومخصص، يمكن الوصول إليه بسهولة من خلال منصات رقمية مبتكرة وأدوات تعلم تفاعلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي أثبتت كفاءتها في تحقيق نتائج تعليمية أفضل. وأتاحت الإمكانيات والتقنيات الرائدة للمؤسسات النجاح في كسر حواجز الزمان والمكان في التعليم، حيث برزت التكنولوجيا كأداة قوية للتعلم الغامر والمتعمق والذي يُمكِّن الدارسين من الوصول إلى التعليم بصرف النظر عن مكان وجودهم، والتغلب على قيود المكان والزمان في الفصول الدراسية التقليدية. ويوفر التعليم المدعوم بالتكنولوجيا فرصاً تفاعلية آنية تماماً كالفصول الدراسية التقليدية، مما يساعد الدارسين على الاستمرار في مساعيهم التعليمية وتحقيق نتائج أفضل.
وفي ظل تنامي الحاجة لتعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة، تتزايد أهمية توفير مجموعة واسعة من البرامج والدورات الأكاديمية التي تستهدف الدارسين من جميع الأعمار والخلفيات، وتوسِّع الآفاق المستقبلية المتاحة لهم. كما يجب أن نوفر الدارسين الأدوات والموارد اللازمة للتكيف مع سوق العمل التنافسي، والبقاء على صلة بالعالم المتطور باستمرار، من خلال مبادرات التطوير المهني المبتكرة، وتعزيز المهارات والقدرات. ومن شأن تعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة أن توفر للدارسين الفرصة للتغلب على العقبات، وتحقيق درجات أعلى من النجاح. كما يعد التعلم التشاركي أيضاً وسيلة فعالة لتحسين الخبرات التعليمية، لأنه يسهل تبادل الأفكار ووجهات النظر والتفاهم بين الثقافات.
وفي هذا الصدد، تشهد المنظومة التعليمية في جامعة حمدان بن محمد الذكية إقبالاً ملحوظاً من الدارسين والمهنيين، سعياً منهم لمواكبة التطورات والتغيرات المتسارعة على مستوى التعليم والعالم، حيث وصل عدد الدارسين منذ تأسيس هذا الصرح الأكاديمي إلى ما يزيد عن 420,000 دارس. وتوفر الجامعة بكلياتها الثلاث مجموعة من البرامج الأكاديمية، تشمل الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتغطي 17 تخصصاً، من ضمنها إدارة الأعمال والجودة، والتعليم، والرعاية الصحية والبيئية، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة المشروعات، وإدارة الإبداع والتغيير. وتتبنى جامعة حمدان بن محمد الذكية نهجاً يقوم على ترسيخ ثقافة التعلُّم مدى الحياة، معتمدةً على هيئة تدريسية متنوعة، تضم أكثر من 500 أستاذاً من 53 بلداً.
وتتيح التقنيات الرقمية الفرصة لضمان أن يكون التعليم ميسور التكلفة ومتاحاً للجميع، وعدم تخلف أي شخص عن التعليم بسبب القيود المالية، وذلك من خلال توفير برامج فعالة من حيث التكلفة، إضافة إلى المنح الدراسية والمساعدات المالية للدارسين.
تعمل المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة على تخطي عوائق التعليم، ومنح الأفراد القدرة على تحديد مستقبلهم، من خلال جعل التعليم عالي الجودة في متناول الأفراد في جميع أنحاء العالم. وبمساعدة التقنيات المبتكرة، تلعب المؤسسات التعليمية دوراً فاعلاً في تشكيل عالم أكثر شمولاً وإنصافاً، وكسر الحواجز في التعليم من خلال العديد من منصات وأدوات التعلم الرقمي.