من المنطقي أن تمر كل تجربة جديدة بمراحل متعددة؛ منها الوقوع في الأخطاء، فمن لا يخطئ لا يتطور، ولكن المشكلة تكمن في درجة هذه الأخطاء وبديهيتها، فموضوع الاستوديو التحليلي على سبيل المثال لا تكمن المشكلة في كونه استوديو في الهواء الطلق، ولكن في الطريقة التي قُدم بها. بالإمكان تقديم استوديو في الهواء الطلق بطريقة أفضل بكثير، وبشكل جمالي أفضل، وقد يقول البعض: إن هذا موضوع بسيط، وهنا أختلف معهم كثيرًا، فالحراك الكبير الذي تقوم به الدولة، جعل الأنظار تتجه إلينا وإلى دورينا؛ ما بين مترصد، وداعم. فالأول يتصيد أقل الفرص للهجوم والانتقاص، ومن غير المنصف أن تُضرب هذه المجهودات بسبب عدم رفع معايير جودة العمل. لابد أن يعي جميع القائمين على المرحلة؛ كلٌ في موقعه أن سقف التوقعات يرتفع بشكل جنوني- شئنا أم أبينا- ومع ارتفاع سقف التوقعات والطموحات يجب أن يرتفع مستوى الدقة في العمل ومخرجاته في المنظومة الرياضية كاملة بشكل كبير وسريع، مع ما نحن مقبلون عليه من تحديات، فحتى الجمهور والإعلام المحلي، إن قام بالدعم والمساندة أو حتى التغطية في بعض الحالات، فثق تمامًا أنه لن يقوم بها بشكل مطلق أو دائم؛ لأننا إن قمنا بدعم منتخبنا الوطني من باب الوطنية، فسنقوم بانتقاده أيضًا بلا رحمة من باب الوطنية؛ حرصًا على ظهوره في أبهى حلة؛ لخوض التحدي الذي تم تحديده. ببساطة لا مكان للجيد، فالمواقع محجوزة للمتميز فقط.
بعد آخر..
كعادة الإنجليز في تعاطيهم، يمارسون تجريم الغير وسلب حقوقهم ونفي المبادئ عنهم، وتصوير أنفسهم كحراس للفضيلة، وهم بعيدون كل البعد عنها، وهذا أكبر الأخطار التي تواجه كل من يسعى للتطور، وأعظم التحديات الإعلامية التي ستواجهه، فمصطلح Sport Washing الذي استخدمه المدعو كاراجار ليس مصطلحًا وليد اللحظة، فهو مصطلح يستخدمه الإعلام الأنجلو أمريكي + الأوروبي منذ سنوات، ولكنهم يفصلونه بحسب أهوائهم؛ لذلك من المهم وجود إعلام رياضي قوي ومتنوع بكفاءات عالية متعددة اللغات والثقافات والاطلاع ببرامج عالية المستوى، مع استقطاب الأسماء الكبيرة عالميًا للدعم، فوقت إعلام التابلوهات والديناصورات انتهى.