بعد خروجي من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة ،توقفت عند بائع “حبحب”، فعرفني وقال: أهلًا وسهلاً أستاذنا لقد علمتني في المرحلة الثانوية وأنا الآن متخرجاً في الجامعة وتوظفت في عدد من الشركات برواتب مغرية ولكنني تركتها وامتهنت وفضّلت العمل الحُرعلى غيره من الأعمال وهاأنذا اليوم ليس عندي خيرمن بيع “الحبحب”.
لمّا سمعت هذا الكلام الجميل الجهوري واللباقة في الحديث، سررت وسعًدت وحمدت الله أن المخرجات طيبة ومتنوعة. وتشجّعت على الحديث معه وسألته: كيف كانت البداية حتى الوصول لهذه المرحلة ؟
أجابني بقوله:في البداية شعرت بالخوف والخجل والتعب وعدم الجدية في الاستمرار ولكن مع الأيام والكسب الجيد تعودت على العمل الحر وتعرفت على أسرار السوق ومغرياته وتغلبت على كل التحديات والمعوقات التي واجهتني فاستمريت وبدأت أمتهن التجارة الحرة في أسواق الفواكه والخضروات ونجحت وزاد دخلي ولله الحمد وأصبحت في رغد من العيش.
أضف الي ذلك أنني نقلت تجربة العمل الحر ومغرياته ومكاسبه إلى إخوتي فدخلوا معي في العمل الحر وساعدتهم على العمل كأُسر منتجة وقد تم ذلك فعلاً ونجحوا وتحول حالنا في سنوات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة من أسرة بدخل محدود الي أسرة منتجة بدخل عال وذلك بسبب ستغلال مواهبنا وطاقتنا ومهاراتنا في العمل الحُر.
وكذلك استفدنا من دعم وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية بإجراءاتها السهلة والميسّرة للباحث عن العمل الحُر، وهذا حفّزنا للإستفادة من المميّزات والخدمات المقدمة للعاملين في الأعمال الحرة لرفع إنتاجهم ودخلهم ومهاراتهم وخبراتهم وتمّكينهم من أعمال ملائمة ومستقرة ومنتجة.
عند سماعي هذا الجواب الشافي الواقعي للعمل الحر، قلت له :استمر في النجاح وكن قدوة للشباب الطموح ،وأنقل تجربتكم الي مزيد من الشباب حتى تتغير بعض الثقافات والقناعات التي سيطرت على تفكيرهم .
وفي النهاية،هذه قصة شاب سعودي نقلتها للقراء الكرام بتصرف لعلّ وعسى أن تساهم في معرفة أهمية العمل الحر وتميّزه عن غيره لما فيه من الكسب السريع.