البلاد – وكالات
درات اشتباكات عنيفة أمس (الثلاثاء) بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم، فيما يعاني سكان العاصمة ظروفاً معيشية صعبة، بعد أن تحولت الأحياء السكنية إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء وخدمات الاتصال والإنترنت والمياه لساعات طويلة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، فيما قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن ما يجري في الجنينة وكتم جرائم مكتملة، والاغتيالات التي تجري قد تقود المجتمع للانزلاق في الحرب الأهلية.
ودعا مناوي مجلس الأمن بدعم المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق لما تم من اغتيالات والجرائم التي وقعت في دارفور، مشدداً بالقول: “أدعو أطراف النزاع في السودان للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب”. كما دعا حاكم الإقليم، الاتحاد الإفريقي لأن يكون له دور في حل الأزمة دون تسييس للتحركات الإقليمية.
وقبلها، قال مناوي إن ظروف الحرب في السودان أدت إلى تفجر الأوضاع في أجزاء واسعة من الإقليم لحساسية الموقف فيه. وأكد حاكم إقليم دارفور أنه يجب إجراء تحقيقات دقيقة وشفافة لتقديم الجناة فوراً إلى العدالة، مشيراً إلى أنهم حاولوا احتواء الكارثة بالتواصل مع الإدارة الأهلية والقُوى العسكرية. وفي السياق، حذر تقرير صادر عن صحيفة لوموند الفرنسية، من أن حرب القادة بدأت تأخذ بُعداً عرقياً في دارفور حيث تحول القتال إلى صراع بين ميليشيات مدعومة من الدعم السريع، والمجتمعات غير العربية التي شكلت مجموعات أهلية.
من جهته، أعلن قائد قوات الدعم السريع، حمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، أن اتصالات مكثفة تجري لتهدئة الأوضاع في مدينة الجنينة بدارفور ومعرفة ملابسات حادثة اغتيال والي غرب دارفور. وأضاف حميدتي: “شكلنا لجنة تحقيق داخلية ستتوجه فوراً لمدينة الجنينة لتقصي الحقائق حول حادثة مقتل والي غرب دارفور، ومستعدون للتعاون مع أي لجنة تحقيق مستقلة”.
وتابع حميدتي: “لدينا معلومات عن تسليح مخابرات الجيش لأطراف في ولاية غرب دارفور لإشعال الفتنة”. وقال: “نملك أدلة كافية على عمليات تجنيد من قبل الجيش لأبناء القبائل في دارفور لإشعال حرب قبلية في الإقليم”. واعتبر قائد قوات الدعم السريع في تسجيل صوتي إن الحرب في السودان ستكون جسرا للوصول إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية، نقلاً عن وكالة أنباء العالم العربي. وذكر حميدتي أنه أصدر الأوامر إلى قواته بعدم التدخل في الصراع القبلي في الجنينة.