تتمرّكز مطالب الفرد في أداء مهامه و إنهاء أعماله الفردية وأداء واجباته على أكمل وجه حتى يحقّق الرضا و الأمان الذاتي لضمان إستمرارية إنجازاته و المُضي قُدماً لجني المزيد و المزيد من الإنجازات بشكل مُتزن و مثالي.
يكمن السر في إنهاء هذه المهام المتعلقة بالفرد في التحكم الذاتي الذي يجعل من الفرد مراقباً ذاتياً لذاته حيث أنه من خلال تحكمه المتزن و مراقبته المستمرة لسلّم تقدمه ، يصبح أكثر سرعة في إنهاء مهامه مع ملاحظته المستمرة و قمع جوانب الضعف من خلال التوقف عندها و معالجتها.
و يصبح الفرد صانع للأزمات الذاتية من خلال المماطلة التي بدورها تجعل طبيعة الحياة عشوائية و أكثر تعقيداً مع تصاعد وتيرة الشعور بالذنب و لوم الذات المستمر بسبب عدم القدرة على إحراز التقدم و تزايد شعوره بالتأخير الزماني بالرغم من أن كافة ادوات التقدم متاحة لديه لكنها بدأت تتلاشى مع تسّويفه المستمر.
و ترتبط عوامل التسّويف ببعضها و تتصاعد من خلال الإفتقار إلى المثابرة و ضعف الإرادة وعدم القدرة على إدارة الوقت وغياب الدوافع الحقيقية التي تدفع الفرد إلى التقدم و عدم الثقة بالذات والشعور بعدم المسؤولية وهذه عوامل كفيلة بتغير الفرد و جعله خاملاً محبطاً غير راضٍ عن ذاته صانعاً أزمات نفسية لذاته .
وعلى الفرد إذا وجد ذاته محاصراً بالعديد بالمهام المؤجلة ، عدم تجاهلها و البدء فوراً بتقسيم هذه المهام و قياسها على حسب أهميتها مهما كانت صعوبتها فإن البدء بالخطوة الأولى يسهل على العقل برمجتها و إكمالها وإنجازها و عدم المبالغة بلوم الذات وعدم الخوف من الفشل والتعامل برفق مع الذات.
fatimah_nahar@