البلاد – جدة
تلجأ المملكة للدبلوماسية وقت الأزمات؛ سعياً منها لحلحلة الصراعات عبر الحوار في مختلف دول المنطقة، إذ تستضيف السعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة المباحثات بين طرفي الصراع في السودان، انطلاقاً من حرصها على إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة؛ تعزيزاً للأمن والسلم الدوليين، وتجنيب الشعب السوداني مآلات الصراع الممتد منذ 15 إبريل الماضي، وسعياً لحقن الدماء وإيجاد آلية للحوار بين طرفي الأزمة.
وتسعى المملكة من خلال استضافة مباحثات مباشرة؛ هي الأولى منذ بدء الصراع العسكري الحالي في السودان بين ممثلين من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع لتثبيت الهدنة وتسهيل الأعمال الإنسانية وصولاً إلى بناء الثقة بين الجانبين، بينما رحّب وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع التي يشهدها السودان.
وعبّر سموه عن أمله في أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع، وانطلاق العملية السياسية، وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحوار هو نتاج تكاتفٍ دولي تم بجهود حثيثة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالشراكة مع دول المجموعة الرباعية، والشركاء من الآلية الثلاثية.
من جهتها، رحبت المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية في بيان مشترك ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية، وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة أمس السبت، وحثتا كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.
ونوهت المملكة والولايات المتحدة في بيان مشترك، بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات، بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية، مشددتين على ضرورة استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
وفي وقت سابق، تلقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اتصالاً هاتفياً، من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، ناقشا خلاله مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة وإنهاء العنف.
واستعرض الجانبان مستجدات المبادرة السعودية الأمريكية الخاصة باستضافة ممثلين عن الطرفين في مدينة جدة، التي تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق. كما تم بحث أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في مختلف المجالات، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
وتأمل المملكة أن يؤدي نجاح المباحثات إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين طرفي الصراع في السودان، بما يسمح بإحياء الحوار السياسي الداخلي.