المملكة بمكانتها الإقليمية والدولية تمثل عمقا استراتيجيا لأمتها على مختلف الأصعدة الخليجية والعربية والإسلامية ، وهذه الدوائر الرئيسية الثلاث في السياسة الخارجية السعودية توليها القيادة كل الاهتمام لتفعيل التضامن والعمل المشترك ومواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها العديد من دول المنطقة جراء التدخلات الاقليمية.
وعلى هذه الأصعدة تنطلق أعمال القمم الثلاث في رحاب مكة المكرمة حرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على جمع الكلمة ووحدة الصف لمواجهة التحديات انطلاقاً من مكانة المملكة وتجسيدا لمكانتها الريادية ، وترجمة للجهود الكبيرة التي يبذلها -حفظه الله – لجمع شمل الأمة وخدمة قضاياها ، امتداداً للمواقف التاريخية والدعم المتواصل لكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ، ومجابهة التحديات خاصة التدخلات الإقليمية الإيرانية ووكلائها ومخططات واطماع تستهدف استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية في ظل ظروف دقيقة صعبة خلقت عبر واقع ملموس تجسد في انكشاف نوايا المتربصين بالمسلمين الساعين لزعزعة الأمن والاستقرار العاملين ليل نهار لتقويض الوحدة وهدم أواصر التعاون وتفتيت الأمة حتى بلغ الأمر صعوبة الوثوق بتراجع المتحالفين مع الشيطان في سبيل تحقيق مقاصدهم.
ولا يمكن أن تثق بشخص بذلت في سبيل تقويمه الغالي والنفيس واخلصت النوايا لعودته إلى جادة الصواب فقابل كل هذا بالجحود والنكران والاستمرار في طريق ايقاع الضرر مهما كلف الأمر ولهذا فلا نستطيع الارتهان لتراجع لفظي طائر لمجرد كسب الوقت ونحن نتلظى بنيران كراهية غير مبررة وشحن طائفي جاهلي غير مسبوق وتمزيق أدى لاحتلال أراضي عربية وجزر بحرية عديدة بل يجب إعادة الأراضي العربية المحتلة ووقف الحشد والكراهية والأطماع الهادفة لتمزيق أوصال الأمة العربية كما يجب تفكيك المليشيات التي تعبث بالدماء العربية .