البلاد- وكالات
كشف الأرشيف الروسي للمعلومات العلمية التقنية، لأول مرة صورًا فوتوغرافية، لمكان لقي أول رائد فضاء في العالم يوري جاجارين فيه حتفه، بعد سقوط طائرته “ميج – 15” التدريبية.
ومنذ 55 عامًا، في 27 مارس1968، انتهى المسار الأرضي لأول رائد فضاء في كوكبنا، وفارق يوري جاجارين الحياة على ما يبدو، أثناء قيامه وصديقه الطيار المدرب سيريوجين برحلة تدريب جوية روتينية بمقاتلة “ميج – 15 أوتي”.
ووفقا للرواية الرسمية، فإن مناورة حادة للمقاتلة كانت سبب المأساة. وقررت اللجنة أن يوري جاجارين والطيار المدرب سيريوجين كانا بحاجة إلى ثانيتين فقط لإخراج الطائرة من حالة الانقضاض. فما الذي جعلهما يقومان بمناورة انتحارية؟ – لا يزال هذا الأمر لغزا. وهناك عدة فرضيات..
فرضية أولى تفيد بأن طائرة يوري جاجارين تأثرت بدوامة ناتجة عن تحليق مقاتلة أخرى فوق الصوتية.
ويرى رائد الفضاء السوفيتي، أليكسي ليونوف، أن سبب المأساة هي انتهاك نظام الطيران حين ظهرت طائرة أخرى غير مصرح بها في منطقة قام فيها جاجارين وسيريوجين برحلة جوية تدريبية، وهي طائرة “سو-15” فوق الصوتية.
فرضية ثانية طرحها الطيار السوفيتي، إليا كوتشاروفسكي، وهي رفض يوري جاجارين القفز من الطائرة.
وقال كوتشاروفسكي إن تصميم طائرة “ميج – 15” يقضي بأن الطيار المدرب هو الذي يغادر المقاتلة أولا. أما يوري جاجارين فكان يجب عليه، بحسب التعليمات، أن يغادر الطائرة بعده. لكن الطيار المدرّب سيريوجين حاول إقناع يوري جاجارين بأن يغادر الطائرة قبله. وكان جاجارين على علم بأن ذلك سيؤدي حتما إلى مصرع المدرّب. لذلك رفض مغادرة الطائرة.
فرضية ثالثة تفيد بأن سلسلة كاملة من الانتهاكات على الأرض أدت إلى المأساة.
اعتقد أحد أعضاء لجنة التحقيق في ملابسات الحادث الجوي، أرسيني ميرونوف، أنه كانت هناك 11 انتهاكا للقواعد، بسبب المستوى المنخفض جدا من الانضباط في موقع تدريب رواد الفضاء.
وعلى سبيل المثل فإن الطياريْن لم يتلقيا نشرة جوية لأن المطار لم يكن مجهزا برادارات الأرصاد الجوية التي كان يجب أن تبلغ الطياريْن عن وجود سحب كثيفة في أجواء المنطقة. ومن المعلوم أنه يمنع القيام بمناورات سريعة في مثل هذه الأوضاع.