يعد الاستقرار النفسي والاجتماعي اهم ركيزة من ركائز بناء الثقة بالذات ومواصلة نموها من خلال استمرارية العمل على سد الفجوات الموجودة في شخصية كل فرد وبناء العلاقات الناجحة كذلك بين الفرد مكانته الاجتماعية وحَظْيِه بالتقدير من شأنه رفع مستوى قيمة الفرد في محيطه.
قد يواجه بعض الافراد في التعاملات الاجتماعية صعوبة كبيرة جداً مما يشعر الفرد بثقل هذه العلاقة وتزاد لديهم من خلال التصادمات المباشرة رغبتهم في الابتعاد مما يجعلهم يميلون الى العزلة والابتعاد وهذا ليس الا نتيجة لضعف تقديرهم لمجتمعهم حيث انهم يعتقدون ان كل موقف خطأ مروا به كان متعمداً.
وقد تنشأ لديهم صعوبة كبيرة في التعامل مع الذات حيث انهم متذمرون وغاضبون على الدوام من انفسهم فلا يستطيعون التعامل مع ذواتهم نظراً لشكوكهم حول قدراتهم العقلية الابداعية وهم على اهبة الاستعداد للهروب من ذواتهم وتنعكس هذه النظره لذواتهم سلباً على مجتمعهم أيضاً.
ان الشعور بصعوبة التعامل مع الذات ومع الاخرين تجعل الفرد في مزاج سيء للغاية واذا نظر الى ذاته والى تداعيات هذه المشكلة يجد انه هو المتسبب في هذا حيث انه يصطدم مع كل موقف، حيث انه يتسرع في اتخاذ القرار ولا يحسن التصرف ويكثر الندم لأيام طوال بدلاً من محاولة اصلاح الخلل في شخصيته.
يحمل سلماً بالعرض فلا يستطيع المرور من خلال ابواب المواقف النفسية والاجتماعية ويظل عالقاً على الدوام ومن هنا اذا وجدنا اننا نمر بحالة انهيار بسبب صعوبة فهم الامور فعلينا على الفور التوقف عن مد الاذى لذواتنا وللاخرين والاستماع الى نداء السلام الذي ينبعث من الذات وذلك من خلال التراجع والحصول على الوقت الكافي للاسترخاء والتأمل لفهم حاجيات الذات ومن ثم المجتمع .
fatimah_nahar@