السجون وسيلة داعمة من وسائل التهذيب والإصلاح وقد تخرج من جنباتها على امتداد تاريخها الطويل العديد ممن وفقهم الله إلى الإفادة من المدد التي أمضوها خلالها كل حسب الخطأ الذي سجن من أجله، وتحولت حياتهم بعد ذلك إلى حياة يسودها الاستقرار والاستقامة، ونبذ كل ما يتعارض والفطرة التي خُلق الإنسان من أجلها، حياة وخلق وهدى ومصير.
ولعل من تابع تاريخ السجون ومعاملة السجناء من مواطنين ومقيمين ببلادنا منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ومن بعده أبناؤه الملوك البررة يجدها تأسست على مقتضى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وشمولها بالأمكنة اللائقة صحياً وتأثيثاً ومعيشة إضافة إلى منح كل سجين مصروفاً يومياً، واختارت لإداراتها والإشراف على سير العمل فيها، رجالاً أكفاء مؤهلين تتوفر فيهم الأمانة والأخلاق والإخلاص وحسن التعامل، ووفرت فيها وسائل الترفيه، والتعليم على مختلف مستوياته، وقد تخرج فيها العديد من السجناء وخاصة في علوم القرآن وحفظه.
وظلت وما زالت القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، تولي السجون ونزلاءها على مختلف طبقاتهم وجنسياتهم جل رعايتها واهتمامها، من ذلك تسديد ديون من يثبت إعسارهم، والعفو عمن تاب في مخالفة وطنية تمس حق الوطن والمواطنة؟ وشجعت القطاع الخاص أفراداً ومؤسسات على دعم أسر السجناء، بدليل انتشار ذلك في معظم مدن وقرى المملكة من ذلك (اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) بجدة، والتي قامت وتقوم من خلال المساهمة في توفير السكن المناسب للمستفيد وتمكين الفئات المستفيدة من أداء مناسك العمرة والحج ودمج المستفيدين في المجتمع وتعزيز العلاقات الإيجابية بين النزلاء وذويهم).
وكان لرؤية المملكة 2030 دورها الفاعل في تغيير وتجديد نمط المسار الروتيني النظامي والحياتي في هذه السجون (تحسيناً وإنجازاً وتطويراً) إضافة إلى محاولة الحد من تزايد نسبة السجناء في هذه السجون بالطرق المنظمة لذلك.
خاتمة: تعتبر السجون ببلادنا مدارس للتربية والتهذيب والإصلاح وليس كما يعتقدها البعض وسيلة لأنواع التعذيب.. والعقوبات ومن مطالعاتي ودراساتي ومشاهداتي لبعض ما يحدث في سجون وسجناء العالم من أنظمة وتعاملات، وبمقارنة ذلك مع أوضاع السجون والسجناء ببلادنا نجد أن البون شاسع (أمكنة ومعاملة واهتماماً ورعاية) وهي سجية فطر عليها حُكام بلادنا (دينياً وإنسانياً ووطنياً).
وبالله التوفيق ،،