عام 2030م يتطلب أن نغير العالم، وهذا بالضرورة يتطلب أن نغير أساليب حياتنا وسلوكياتنا وأسس تفكيرنا وطريقة عيشنا، وأولاً وأخيراً يجب على القادة والمدراء أن يتعلموا التحدث بلغة ومفردات جديدة ومختلفة.
فالكلمات لها تأثير شديد القوة على العلاقات الإنسانية وتشكيل الثقافات والمعتقدات عند البشر، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الكلمات التى نستعملها اليوم محدودة القوة والتأثير ولا تعبر عن المستقبل وطموحات البشر وأهداف الشركات والمنظمات، فلذلك لا يمكنها أن تغير العالم، بل إنها في واقع الحال تأخدنا الى الوراء، وتجعلنا نعيش الماضي أو الحاضر دون حراك، ولا تساعدنا على صنع المستقبل الذي نريد، في نظام بيئي يساعدنا على إستدامة الحياة وتقدمها.
بيئة الحياة وقطاع الأعمال يحتاجان الى مفردات جديدة ومختلفة بعيداً عن الكلمات التي نلوكها، مثل الأهداف والأرباح والتطوير والرؤية والإستراتيجية والمنافسة القاتلة ومحو الآخر، عوضاً عن البحث عن القيم الكامنة في المجتمع وخلق الفرص وسبر أغوار الإبداع في نظم وقطاعات الأعمال بمفردات وكلمات جديدة نستنبتها من أعماق خيالنا وأحلامنا وإبداعاتنا.
ولقد انتبهت دول وشركات كثيرة الى قوة الكلمات ومدى تأثيرها وأخذت تصيغ وتتبني جملاً مثل: أفراد يتقنون العمل في جماعات، أو التقليل من الانبعاثات السامة، حماية الحياة الفطرية، تمكين الموظفين،الخ.
وفي هذا المقام يجب أن نسلط الضوء علي نموذج المملكة العربية السعودية الذي تمت صياغته بذكاء من خلال رؤية 2030، بكلمات تهدف الى إعادة صياغة الحياة الإجتماعية والتنمية المستدامة مثل: (التحول الوطني، مجتمع حيوي، مشروع نيوم هو حلم جريء، مستقبل جديد، جودة الحياة، السعودية الخضراء، من الطموح الى العمل، التحول الرقمي، لحوكمة بيئية واجتماعية، مجتمع حيوي، صنع في السعودية، اقتصاد المعرفة) الخ.
وأزعم بشدة أن هذه الكلمات والجمل قد غيرت من نظرة المجتمع السعودي الى الحياة، وتحولت الى أهداف وبرامج وخطط طريق، بعضها تحقق وأخري جاري العمل على تحقيقها.
وأخيراً فإن أول كلمة نزلت على رسولنا الأعظم، صلى الله عليه وسلم هي إقرأ، التي أضاءت الكون كله وغيرت الحياة على وجه البسيطة.