شاهدت فيلماً سينائياً من ضمن برامج قناة فضائية (مجانية)، روعة المحتوى الدرامي لقصة الفيلم المتمثلة في السيناريو والإخراج والأداء، لا امل من تكرار مشاهدة الفيلم. يتحدث سيناريو الفيلم عن معاناة زوجين، استطاع الزوج نقل المعاناة في رواية مكتوبة، الزوجة لم تهتم بالرواية المكتوبة، اضاعت الصفحات المكتوبة من الرواية. بعد زمن ليس بالقصير، وقعت الأوراق (الرواية) في يد كاتب غير ناجح، بدوره قام بوضع اسمه على الرواية التي وجدها صدفة. لاقت الرواية نجاح منقطع النظير في الصالونات الثقافية وحصلت على نسبة عالية من المبيعات.
سقطت نسخة من الرواية المطبوعة التي تحمل اسم الكاتب المزيف في يد الكاتب الحقيقي للقصة الذي أصبح كهلاً. تدور بعد ذلك الاحداث وتكون النهاية في صورة كتاب جديد بعنوان (دموع النوافذ).
احداث الفيلم، دفعتني للتفكير في العديد من المواضيع، مثل، ما يدور في عالمنا العربي من انتاج سينمائي لا يرتقي نهائياً الى ما نشاهده من انتاج رائع جداً من قطبي عالم السينما سواء من الإنتاج الغربي (هوليود) او انتاج هندي (بوليود). للأسف، عندما اصنف تلك الاعمال العربية سواءً من ناحية السيناريو، الإخراج والأداء، اجده لا يقارن ابدا مع أفلام في مستوى الفيلم الذي تحدثت عنه. انتاج مرئي يمكن تصنيفه انه دون المستوى الذي نشاهده من قطبي السينما العالمية! مع احترامي للقليل (الكوميدي منها خاصة).
بالتالي، هذا يدفعني للحديث عن الإنتاج المرئي المحلي الذي اعتبره بحاجة الى المزيد من الوقت في اكتساب الخبرات المتقدمة في صناعة المحتوى والاخراج. أكبر دليل على ذلك، البرامج الوثائقية التي يتم انتاجها محلياً بحاجة الى إعادة نظر في صياغة محتوى الكثير من اعمالها لماذا؟ طبعاً، هناك العديد من الأسباب التي لا تخفي على اهل هذا المجال (الكار). الدافع الحقيقي في التطوير تتمثل في كاتب محترف يستطيع ان يقدم محتوى سيناريو يلاقي القبول من المشاهد الى جانب مخرج محترف وفريق عمل مبدع. نحن للأسف مازلنا نعيش في إطار (طاش ما طاش) الذي أصبح ايقونة رئيسية ومحتوى (لا يمكن تغييره).
باختصار، نجاح العمل المرئي مرتبط بمحتوى السيناريو الى جانب الإخراج وليس الممثل، للوصول الى عمل يجذب المشاهد وخاصة ونحن الان في جيل الفضائيات والانترنت (اليوتيوب)، العمل المرئي بحاجة الى كاتب سيناريو مميز ومخرج مبدع وفريق عمل محترف، ليس ممثل (يستطيع التقليد فقط) وسيناريو مكرر لأكثر من عشرين عاماً ماضية نحن مقبلون على رؤية تعتمد على تطوير اقتصاديات العمل الاعلامي. الحاجة ماسة الى معهد متخصص في بناء وتطوير كوادر العمل الإعلامي.