في إطار المشاريع الثقافية تبرز أهمية الفكر الإنساني كمنطلق فلسفي، يصف أهم مرحلة تاريخية مرَّت بها الأماكن المقدسة، في بداية العهد الإسلامي، مروراً بجوانب أكثر أهمية، في مناصرة الدعوة الإسلامية، ومعرفة مدى الصعوبات التي رسمت أوجه المناحي الحياتية، مزجت بين العوامل السلبية والإيجابية، التي واجهت قيام الدعوة المباركة، ومن الطبيعي أن تكون العوامل السلبية هي الطاغية، في تلك الفترة المبكرة، ومنها ما تمَّت الإشارة إليه لتعرض حياة قائد هذه الدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأشد أنواع الخطر ومن آمن بدعوته.
لم تكن تلك المؤثرات مجرد لحظة تاريخية عابرة فقط، وإنما سيرة ومسيرة لنفر قلة من الرجال، استشعروا أهداف الرسالة وعظمتها وأهدافها ومجموعة من أدواتها، والتي يرى الناقد والمؤرخ والباحث في تاريخ الحضارة الإسلامية، من الكشف عنها في مرحلة تتضمن التأمل والتفكير العقلاني، وإعادة الصياغة التاريخية مع الاستعانة بأقسام التاريخ في الجامعات السعودية، لتكون جامعة أم القرى ممثلة في كلية الشريعة، وقسم الحضارة الإسلامية، بهذه الكلية وكوادرها الأكاديمية، كأول كلية على مستوى المملكة، قدَّمت مجموعة من القيادات المؤثرة. خدمت دينها ووطنها منسجمة، مع توجهات دولتها وحفاظاً على سمة وعظمة رسالتها، ومكة المكرمة وهي تعيش هذه المكانة التاريخية، من جراء القيمة التي حملتها منذ فجر التاريخ، ووجدت الدعم المادي والمعنوي من القيادة السعودية، وهي مسألة تجاوزت الأطروحات العلمية، التي تمت اجازتها حضاريا وتاريخيا، على مستوى شهادات الماجستير والدكتوراه، احتفلت بها كلية الشريعة بجامعة أم القرى، على مدى سنوات عمر هذه الكلية، لأكثر من ست عقود زمنية مضت، ولازالت تقدم الكثير من هذه الأطروحات وتُعد من أهم المقتنيات.
كأهم المراكز التاريخية والأرشيفية، يعود لها المؤرخون والباحثون ورجال الإعلام، كما تُقام من أجلها المؤتمرات المتخصصة، ومن هذه الجهود معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، ليأتي حي حراء الثقافي يُعيد للبلد الحرام مكانته التاريخية، كأبرز المعالم التاريخية والسياحية، واستثماره ليكون واجهة مضيئة تضيء المكان، وتحاكي القيمة التاريخية لعظمة الزمان، بأجمل الصور الحضارية، حين يلتقي الزائر والمعتمر، هذه الكنوز الثمينة، وهو يتصفح تاريخ الأمة الإسلامية، وهو ما يتطلب الكثير من الاعداد والتدريب.
والاختيار الأفضل للعناصر البشرية، لطلاب وطالبات جامعة أم القرى، في عدد من التخصصات، بما فيها تخصصات الترجمة، لعدد من اللغات للمجموعة المعتمرين والزوار والتحدث معهم بلغة بلدانهم، وأن تشتمل المعارض المصاحبة التقاليد والموروثات التاريخية، لعدد من الدول الإسلامية، تشتمل على احصائيات للحجاج والمعتمرين والزوار لكل دولة، وأفلام توثيقية لوسائل النقل التي حملتهم من بلدانهم حتى وصولهم الأراضي المقدسة، والموانئ البحرية والجوية والمداخل البرية والجهود التي قامت بها المملكة، على مستوى الخدمات الصحية والبلدية، وفي مقدمة هذه الخدمات ما قدَّمته وزارة الحج والعمرة.
abumotazz@