لعقود قادمة سيظل النفط ركيزة أساسية في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، وهو ما يتطلب استقرار إمداداته لتلبية الطلب العالمي المتزايد، وهو ما يحتاج عالمياً إلى استعادة وتيرة الاستثمارات في التنقيب والانتاج لاستمرار ضمان أمن الطاقة، وتصحيح توجه الشركات المتخصصة إلى تقليص النفقات الرأسمالية النفطية بمستويات كبيرة لصالح خفض انبعاثات الكربون.
المعادلة الواقعية والموضوعية، تقول إن اقتصادات وقدرات الطاقة المتجددة ولسنوات طويلة قادمة ستكون غير قادرة على تعويض الفجوة الانتاجية للطاقة التقليدية، وقد أشار الكثير من خبراء الطاقة مراراً إلى تلك الاشكالية، منهم الأمين العام لمنتدى الطاقة العالمي، بأن القطاع عانى نقصاً كبيراً ومفاجئاً في الاستثمار بتطوير النفط والغاز مما يسبب تقلبات في الأسعار والأسواق.
لقد حذر رئيس أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، بأن صناعة النفط والغاز رغم أهميتها المحورية فإنها تشهد مستوى استثمار أقل من النصف عمّا كانت تشهده قبل نحو 10 سنوات بسبب الضغوطات التي تواجهها الصناعة إثر تحديات المناخ، ومن ثم ضرورة نظرة أسواق المال لتحولات متزنة وألا تتأثر بآراء سائدة تفتقر للمصداقية، وأن هناك فرصاً لتمويل تقنيات ومشاريع في مجال استدامة النفط والغاز.