جدة ـ ياسر خليل
رغم أن الفن لا يعرف التمييز بين الرجل والمرأة، إذ أن الموهبة وحدها ترفع قدر العمل الفني، إلا أن الطريق أمام الفنانات التشكيليات العربيات ما زال طَوِيلاً، حيث تقول الفنانة التشكيلية السعودية سلوناس عثمان داغستاني إن قول البعض بوجود فن نسائي أو ذكوري أمر مرفوض، وإبداع المرأة يعبر عن أنوثتها، ويجعل الجمال ينبثق من داخلها لتخرج عبر عملها الفني كل ما في خلجات روحها من طاقات إيجابية أو سلبية تجسدها في العمل الفني، وتشكله بالفرشاة والألوان.
وبينت أنها خريجة جامعة الملك عبد العزيز فنون إسلامية انقطعت عن ممارسة الفن لمدة طويلة رجعت عام 2015م، وبدأت مع جمعية الأيدي الحرفية مدربة فنون حرفية، ثم تطوعت في نادي الصم والبكم بإعطاء دورات للصموات.
وأضافت داغستاني أن “العرب على بداية الطريق نحو العالمية، وأن كَثِيراً من الفنانين العرب الذين شاركوا في معارض وملتقيات تشكيلية دولية وعالمية أثبتوا جدارتهم وقدرتهم الفنية على تقديم أعمال تحظى بالتقدير، وقد مثلت المملكة في مؤتمر فني في القاهرة والحمد لله حصلت على تكريم درع وميدالية ذهبية من قبل مؤسس رؤى عربية بمصر الفنان أحمد جمال.
وقالت إنها تنظر إلى الفن بمفهومه الشامل، حيث يضم إنتاج الفنان الإبداعي وتعبيره عن ذاته ومشاعره وانتمائه لوطنه وباعتباره لوناً من ألوان الثقافة الإنسانية، إلى جانب أهمية الفن الكبيرة في المجتمع، وهي أمور تدعو جميعها إلى العمل الجماعي من أجل الارتقاء بالفن العربي للعالمية.
واستطردت بقولها: شاركت في معارض دولية في العراق وكردستان وروسيا والأردن حصلت على دروع وشهادات منهم كذلك شاركت في الأردن ومصر، وحصلت على تكريم من الفنانة مادلين طبر والفنان أحمد بدير معظم الجوائز كانت دروع دولية من لجنة الفنون آخر مسابقة فزت بها مع جاليري فنون المها بجدة بساعة فرساتشي.
وأذكر أنه جاءتني فكرة إقامة معرض شخصي، وددت أن يكون مختلفاً وبخامات مختلفة، وفكرت أن أجسد البيت الحجازي بطريقة مختلفة عن الرسم بالألوان والفرشة، فعملت الرواشين والشبابيك والأبواب بارزة بالخشب بطريقه وقص يدوي من غير استخدام أي تقنية، كما حاولت قدر المستطاع أن أبرز البيت الحجازي بتفاصيله بالخشب واستخدام بعض الخامات كالفلين المضغوط والغراء والمعجون والألوان والعجينة وأشياء أخرى.
وأضافت أنها حاولت إعادة تدوير بعض المواد التي لا تخطر على بال لاستخدامها وتوظيفها وتلوينها بصورة إبداعية، وبنفس ألوان الطبيعة وبعض اللوحات كانت تجسيداً حقيقياً، كما أبدعت مجسماً للبيت الحجازي يضم المجلس والتلفزيون والراديو والأريل
في السطح والناموسية والحصيرة الخسف وبعض تفاصيل البيت الحجازي، وكذلك عملت مسجداً بجانب البيت وكذلك دكان الفران بما يحتويه من دقيق وسمن وطاولة للعيش.