جدة- ياسر خليل
يحتفل العالم باليوم العالمي للغة برايل في الرابع من يناير من كل عام، بهدف إذكاء الوعي بأهمية لغة برايل بوصفها وسيلة للتواصل في الأعمال الكاملة لحقوق الإنسان للمكفوفين وضعاف البصر. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر من العام 2018م الاحتفال باليوم العالمي للغة برايل، واحتفلت به للمرة الأولى في 4 يناير 2019م. وقد اختير الرابع من يناير لكونه يوم ميلاد الكفيف الفرنسي لويس برايل الذي ابتكر طريقة الكتابة والقراءة باستخدام الخط النقطي البارز وسميت باسمه، ومنذ ابتكارها استفاد منها ملايين المكفوفين حول العالم كل بلغته كالفرنسية، والإنجليزية، والعربية، والإسبانية، والصينية، وغيرها، بينما توضح المادة 2 من “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، أن لغة برايل وسيلة اتصال للمكفوفين ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة. وفي سياق الإدماج الاجتماعي على نحو ما تبينه المادتان 21 و24 من الاتفاقية.
وتُعَّرف الأمم المتحدة لغة برايل بأنها عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد. بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.
ويستخدمها المكفوفون وضعاف البصر لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة. وهو ما يُعد مؤشراً على الكفاءة والاستقلال والمساواة.
وقد لعبت المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في نشر طريقة برايل باللغة العربية وتعليم المكفوفين منذ ستينيات القرن الماضي بإنشاء معاهد وفصول النور في عموم مناطق ومدن المملكة وطباعة المصحف الشريف بطريقة برايل وتوزيعه على المحتاجين محلياً وإقليميّاً، ويعتبر المؤتمر العربي الأول لتطوير وتوحيد خط برايل العربي الذي عقد في العام 2002م واحداً من أهم الإنجازات التي ساهمت بها المملكة في تطوير تعليم طريقة برايل والانتفاع بها في شتى العلوم بطريقة عملية وموحدة بين أقطار العالم العربي.
وتعتبر أكبر التحديات التي واجهت تعليم برايل، واستخُلص منها العبر والدروس هي جائحة كورونا التي أجبرت المكفوفين على التعلم عن بعد، وظهر أن التعليم عن بعد لذوي الإعاقة البصرية سيكون أمراً لا مفر منه في حالات اضطرارية أخرى كالكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية؛ ولذلك يستلزم وضع حلول طويلة المدى لجعل التعليم عن بعد عملي وفاعل بتوزيع وسائل تعلم برايل على الأسر لتمكينهم من مساعدة أبنائهم في تعلم طريقة برايل، وإطلاق برامج إرشادية على المنصات التعليمية لتعليم الأسر كيفية تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بطريقة برايل. وتقوية حاسة اللمس والمبادئ الأساسية للمهارات الحياتية اليومية.
ووصل عدد المكفوفين حول العالم بنهاية العام 2020م إلى 49.1 مليون شخص، بينما الذين يعانون من صعوبات في الرؤية بدرجات متفاوتة “خفيفة، شديدة، بالغة” في المملكة العربية السعودية قد بلغ بنهاية العام 2017م 811,610 أشخاص وفق إحصائية الهيئة العامة للإحصاء. وجلهم قد يحتاجون تعلم قراءة الحروف بطريقة برايل لزيادة استقلاليتهم في حياتهم اليومية. بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية طريقة برايل لذوي الإعاقة البصرية في الاستقلال الذاتي، وأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في إيجاد مراكز نموذجية لإعادة تأهيل ذوي الإعاقة البصرية.
وطبقاً للهيئة العامة للإحصاء، أظهر تقرير نتائج “مسح ذوي الإعاقة عام 2017م”، أن أكثر الصعوبات انتشاراً لدى السكان السعوديين ذوي الإعاقة ممن لديه صعوبة واحدة هي صعوبات الرؤية (البصرية) بلغت نسبتهم 46,02 % من إجمالي السكان السعوديين ذوي الإعاقة لمن لديه صعوبة واحدة، وتتوزع درجة شدتها بين: الخفيفة 67,8 %، الشديدة 28,5 %، البالغة 3,7 %.