تجاوز رئيس جمعية تيسير لمساعدة ذوي الإعاقة على الزواج سلمان بن ظافر الشهري، عقبة الإعاقة البصرية، وأصبح شخصية ملهمة أيضاً في مجال الإعلام، مبيناً أنه فقد بصره في سن العاشرة، لافتاً إلى أن الإذاعة كانت الوسيلة الوحيدة للاطلاع على العالم الخارجي. وأضاف: “يستهويني العمل الإعلامي منذ الطفولة، وكان من اهتماماتي أن أكون أحد العاملين في هذا المجال لحبي وشغفي به، ولكوني أحمل رسالة مفادها أن الكفيف قادر على العمل بمجال الإعلام، بالرغم من إرهاقه وحساسيته. وقد تحقق ذلك -بفضل الله- حيث كنت أول كفيف سعودي يعمل مذيعاً”. وقال الشهري، إنه أعدّ وقدم الكثير من البرامج الإذاعية منها ما هو مسجل، وآخر على الهواء مباشرة كبرنامج حوار من الداخل الذي استمر لمدة عشر سنوات، وبرنامج بوابة الإرادة، وبرنامج الأمل والحياة، وبرنامج رحلة عبر الأثير، وغيرها من البرامج الموسمية، فضلاً عن كتابة المسلسلات الإذاعية”، منوهاً إلى أنه عمل بإذاعة الرياض، وإذاعة MBC fm، وإذاعة بنوراما، وإذاعة UFM.
وأضاف: “أول من أخذ بيدي وفتح لي المجال لدخول الإذاعة هو الأستاذ عبدالمحسن الخلف -رحمه الله- الذي كان -وقتها- مدير عام إذاعة الرياض، كما أن من شاركتهم العمل الإعلامي من مسؤولين ومخرجين لهم دور في تيسير عملي، وتعزيز ثقتي بنفسي مع حرصي على الإتقان للظهور بأفضل مستوى. وأتذكر مقولة للأستاذ إبراهيم الصقعوب وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الإذاعة -وقتها- عندما قال لي: “هناك مذيعون لا أثق في تقديمهم لبرامج على الهواء، بالرغم من أنهم مبصرون، لكن ثقتي فيك تجعلني أمنحك تقديم برنامج مباشر”.
وتابع الشهري: “في بداية مشواري الإعلامي كنت أقدم برنامج الأمل والحياة على الهواء مباشرة بصحبة الزميلة القديرة سلوى شاكر، وفي إحدى الحلقات تغيبت زميلتي لظرف ما، مما جعلني أمام تحدٍ كبير، فإما أن تلغى الحلقة، أو أقدمها بمفردي وهو ما تم بالفعل، وكانت من أميز الحلقات وأكثرها تفاعلاً، وبعدها أوكل لي المسؤولون بالإذاعة مهمة إعداد وتقديم البرنامج بالكامل”.
ونوه إلى أنه مارس العمل الإعلامي منذ أن كان بالصف الثالث متوسط، حيث كان أول كفيف يعمل محرراً صحفياً في صحف الجزيرة، البلاد، اليوم، وعكاظ، ولا يزال كاتباً للرأي في صحف إلكترونية، ومقدماً للعديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، متمنياً التوفيق لعمل برنامج تدريبي إعلامي للتعريف بالميثاق الأخلاقي لتعامل الإعلامي مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، حتى يحقق الإعلام رسالته على الوجه المطلوب. وقال الشهري إن لديه العديد من المؤلفات الأدبية، إذ أصدر 15 كتاباً، منها ديوان شعري بعنوان “أنفاس العطور”، بينما تنوعت تلك الإصدارات في مجال التربية الخاصة مثل كتاب “إليكِ أم المعاق”، وكتاب “علمتني الإعاقة”، وكتاب “ذو الصعوبات السمعية وكيفية ربطهم في المجتمع”، و”دليل ذوي الاحتياجات الخاصة”، وفي المجال الاجتماعي “مفاتيح السعادة الزوجية”، وكتاب “أسرار غرفة النوم”، كما أن هناك إصدارات أخرى مثل: “الشفاء بلا دواء”، وكتاب “رفيقك في صالة الانتظار”، وغيرها. كما أن هناك العديد من الكتب بين مخطوط وآخر يجري العمل عليه لتجهيزه للنشر. واعتبر الشهري أن لغة برايل، وسيلة الكفيف التعليمية والتثقيفية الأولى لمن يرغب القراءة والكتابة، مبيّناً أن هناك من المكفوفين من لم تتح له فرصة تعلم هذه الطريقة، إما لإصابته بكف البصر في مرحلة متقدمة من العمر أو لوجود صعوبة لديه في تعلم هذه الطريقة. كما أن هناك مكفوفين يفضلون الاستماع أكثر من القراءة عبر التقنية الحديثة المتمثلة في البرامج الناطقة والأسطر الإلكترونية.
