أنا واحد من كثيرين من الكتاب الذين كتبوا حول مدى أهمية الحفاظ على المرافق العامة والمتنزهات والممشى الرياضي.
واعلم ايضا ان هذا الموضوع قد طرح كثيرا في السابق، ولكن ارى اهمية الاستمرار في طرحه لأن المشكلة ما زالت قائمة وتحتاج إلى حل فوري.
أحب الذهاب إلى الاندية الرياضية المغلقة، وفي ذات الوقت اعشق ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق وفي الممشى الرياضي، خاصة عندما يكون الطقس لطيفاً كما هو الآن. ويظل الممشى الرياضي أحد المشاريع التي تساعد في تحسين صحة الناس وجودة حياتهم.
في العام الماضي، تم بناء مسار مماثل في الحي الذي يسكن به والداي في المدينة المنورة. انا وغيري والكثيرون كنا ننتظر مثل هذه المشاريع لفترة طويلة. تم إصلاح الرصيف وتوسعته بشكل رائع بحيث يحتوي على مسار لرياضة المشي، وأماكن للجلوس، وملعب للأطفال ومنطقة خضراء حيث يمكن للعائلات الاسترخاء. كنت اعتقدت أن الجميع سيقبلون على مثل هذه المشاريع ويستخدمونها للرياضة بالطريقة الصحيحة. لكن للأسف، حدث مالم يكن أتوقعه.
كلمات مؤلمة تصف الحالة المزرية التي يتعامل بها بعض الزوار مع الممشى مثل ترك نفايات وبقايا اكل ووصل الأمر الى حفائظ اطفال على الأماكن المخصصة للجلوس وفي الطرقات بل حول صناديق النفايات. زوار اختاروا ان يتركوا المكان بحالة سيئة يصعب فيها الجلوس.
في أحد المرات رأيت رجلاً وعائلته يغادرون المكان إلى سيارتهم في الساعات الاولى من الصباح بعد أن تركوا وراءهم اكواما من بقايا الاكل، غضبت وطلبت من الرجل معاملة المكان باحترام جمع المخلفات التي تركها وإلقاءها حيث يجب ان تكون.
أشار الرجل إلى عامل نظافة يقف بعيدا وقال، “سوف يسير في هذا الطريق ويلتقط هذه القمامة. هذه وظيفته.” وعجبت ان كانت هذه هي عقلية الرجل، فما الذي يعلمه لأطفاله؟.
مثل هذه المشاهد تتكرر بشكل دائم في كل مرة أزور فيها المدينة المنورة واختار ممارسة الرياضة في الفترة الصباحية.
وأنا هنا اشيد بدور عمال النظافة الذين يقومون بعمل مرهق في تنظيف المكان وإعادته للحالة السابقة من النظافة. اتمنى ان تكون الرقابة اكثر صرامة على المكان وتطبيق غرامات رمي النفايات في الاماكن العامة وتركيب كاميرات مراقبة تساعد في رصد المخالفات والأهم على المدى المتوسط والبعيد هو الارتقاء بوعي مرتادي هذه الأماكن وغيرها بضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة وغرس قيم المسؤولية المجتمعية لدى النشء.
Jebadr@