متابعات

السعوديات يعانقن الفضاء

جدة – البلاد

قطعت المملكة خطوات بعيدة نحو الفضاء الخارجي، مكللة جهودها المستمرة على مدى أكثر 30 عامًا بإنجازات فريدة، من بينها إطلاق بعثة سعودية إلى الفضاء الخارجي، ستضم البعثة أول امرأة تعانق الفضاء في العالم العربي، بينما أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء، بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً والإسهام في الأبحاث التي تصبّ في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولية مثل الصحة والاستدامة وتكنولوجيا الفضاء.

ويتضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء – الذي يأتي كحزمة متكاملة تحت مظلة رؤية 2030 – إرسال رواد ورائدات فضاء سعوديين إلى الفضاء في مهام لخدمة البشرية، حيث ستطلق أول الرحلات في العام 2023، وسيضم أول طاقم رائدة ورائد فضاء سعوديين، لتسجّل المملكة بذلك حدثاً تاريخياً مهماً من خلال إرسال أول امرأة سعودية إلى الفضاء، حيث تعد رحلات الفضاء المأهولة مقياساً لتفوق الدول وتنافسيتها عالمياً في العديد من المجالات مثل التقدم التكنولوجي والهندسي والبحث العلمي والابتكار. كما تعتزم المملكة إطلاق الإستراتيجية الوطنية للفضاء خلال الأشهر القادمة، والتي ستقدم عرضاً مفصلاً لجميع برامج الفضاء السعودية وأهدافها التي تسهم في خدمة الإنسانية.


ريادة سعودية
بذلت المملكة جهودًا كبيرة في مجال الفضاء خلال السنوات الماضية، حيث وصلت بالفعل للفضاء منذ عام 1985، عندما سافر الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على متن مكوك ديسكفري التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى الفضاء الخارجي، حاملًا معه القمر العربي الثاني الذي كان مكلفًا بإطلاقه. وصنعت السعودية التاريخ بوجود أول رائد فضاء عربي مسلم على أرضها، مكث في الفضاء 7 أيام وساعة واحدة و38 دقيقة، لينتقل العالم العربي من مرحلة مراقبة الفضاء، إلى مرحلة المشاركة والتطوير، فيما صدر أمر ملكي عام 2018 بإنشاء أول هيئة سعودية للفضاء، ونجحت المملكة في إطلاق 16 قمرًا صناعيًا سعوديًا منذ عام 2000 إلى عام 2019، وتعمل هذه الأقمار على توفير الاتصالات في المناطق المنكوبة وشبه النائية، بجانب استخدامها في مجالات التنمية المستدامة. وصنعت المملكة أقمارها الصناعية كأجزاء هيكلية في الورشة الميكانيكية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وذلك من قبل فريق خاص من العلماء في معهد بحوث الفضاء والطيران وجميعها صنعت وفقًا للمعايير الدولية.

أجيال الفضاء
أطلقت الهيئة السعودية للفضاء مؤخرا برنامج أجيال الفضاء، الذي يهدف إلى تدريب الكوادر البشرية السعودية للسفر إلى الفضاء الخارجي، تماشيًا مع رؤية المملكة لعام 2030، فيما عززت الهيئة التعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وبحثت معها فرص التعاون الاستراتيجي في تطوير قطاع الفضاء، والاستثمار في المشاريع المشتركة المستقبلية في هذا القطاع بما يحقق الأهداف المشتركة في المجالات الاقتصادية والاستراتيجية. في وقت عقد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء الدكتور محمد بن سعود التميمي لقاءات مع عدد من مسؤولي الوكالات والشركات وقادة قطاع الفضاء لمناقشة سبل التعاون الثنائي المشترك وتعزيز التعاون في مجالات اقتصادات الفضاء وقطاعاته المستقبلية، على هامش أعمال المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس. واهتم رئيس الهيئة بتعزيز التعاون في مجال الفضاء وتطوير تشريعاته وتنظيماته.


توطين التقنيات
وتسعى المملكة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء، حيث وقعت الهيئة السعودية للفضاء ووكالة الفضاء الإيطالية، اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، بهدف توفير إطار للتعاون في الأنشطة الفضائية واستعراض المجالات ذات الاهتمام المشترك في الاستخدامات السلمية للفضاء، وتسهيل تبادل المعلومات، والتقنيات، والأفراد العاملين في المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما تهدف الاتفاقية إلى تطوير التعاون الثنائي بين الجهتين في بناء القدرات في مجال علوم وهندسة الفضاء والعمل على تعزيز دور البعثات العلمية وبرامج الرحلات المأهولة، بالإضافة إلى تطوير التعاون بمراقبة الأرض وبيانات تطبيقات الفضاء وتصنيع الأقمار الصناعية وإطلاقها، وذلك في إطار مساعي الهيئة السعودية للفضاء الرامية إلى توطين التقنيات والصناعات واستدامة المنظومات الفضائية النوعية في المملكة وفقاً لما تضمنته رؤية المملكة 2030 من مستهدفات، وسعي المملكة إلى تطوير قطاع الفضاء وتقنياته.

إنجاز سعودي دولي في الملاحة الفضائية

تأكيدا على تميز الكوادر السعودية في مجال الفضاء، أعلن الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية “IAF” في وقت سابق، فوز ممثل المملكة المهندسة مشاعل الشميمري بمنصب نائب الرئيس للاتحاد، وذلك عقب ترشحها للمنصب وفوزها بالتصويت على أربعة عشر مرشحًا من أنحاء العالم كافة، لتكون بذلك أول امرأة سعودية تحقق الفوز بمنصب قيادي في أكبر المنظمات العالمية للفضاء “IAF”.
وحصدت ممثلة المملكة أصوات أعضاء الاتحاد؛ لما تملكه من رؤية معززة لتنمية قطاع الفضاء عالميًا، والإسهام في تطوير وتعزيز توجهات الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، إضافة إلى تعزيز دور المملكة في القطاع وتنمية التعاون الدولي، وإبراز المملكة بصفتها رائدًا عالميًا لاقتصاد الفضاء.
يشار إلى أن مكتب الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية “IAF” يضم 12 نائبًا للرئيس، كما يتكون من موظفين منتخبين ومعينين، فيما يتولى العديد من المهام التي من أبرزها التوصية والإشراف على ترتيبات اجتماعات الاتحاد، وإعداد جدول أعمال الجلسات العامة للجمعية العامة، والإشراف على إعداد التقرير المالي السنوي للهيئة العامة، إضافة إلى تعيين اللجان المؤقتة والتوصية للجمعية العامة للنظر في إنهاء العضويات، وتنمية تعاون الاتحاد مع المنظمات والجمعيات والهيئات. ويضم الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية يضم أكثر من 400 عضو من مختلف دول العالم، ويأتي الأعضاء من مجموعة متنوعة من المؤسسات والمنظمات، كما يرتبط بعلاقات وثيقة مع “الأكاديمية الدولية للملاحة الفضائية” و”المعهد الدولي لقانون الفضاء”، ويشكل منصة للخبراء من وكالات الفضاء والأبحاث لتبادل المعارف والاعتراف بالإنجازات عبر جوائزها المرموقة التي تقدم سنويًا للأفراد والمجموعات وإعداد القوى العاملة المستقبلية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *