بقلم: د. تركي العيار
ماذا عساني ان أقول واكتب وأعبر عن حدث كبير ومناسبة مهمة غير عادية كاليوم الوطني في عامه الثاني والتسعين الذي نعيش بسعادة بالغة ذكراه الخالدة هذه الأيام الفرائحية بكل معانيها وطقوسها تحت شعار(هي لنا دار وحنا لها عمار).
فالحروف والكلمات والمفردات والعبارات والجمل والأساليب مهما اجتهدنا وتفننا وأخرجنا وأبدعنا تقف عاجزة أن تفي اليوم الوطني ما يستحقه من كلام مكتوب ومسموع ومرئي ، فهو يوم عظيم يحتاج بالفعل وبكل جدارة واستحقاق ، وبلا فضل و لا منة ، وبلا مجاملة و تملق إلى صفحات وكتب ومجلدات عديدة ، لكن مالا يدرك كله لا يترك جله.
فاليوم الوطني يوم استثنائي سعيد وعزيز وغالي على قلوب المواطنين والمقيمين. هذا اليوم التاريخي المجيد الذي لا يمكن نسيانه بأي حال من الأحوال حتى لو لم نعيشه ونكون طرف فاعل فيه ، وتختزنه ذاكرة السعوديين جيل بعد جيل وعلى مر الأزمنة ، يوم كرنفالي يتوارثونه وينقلونه بينهم ، وينتظرون بلهفة وشوق وشغف ذكراه السنوية العطرة ، فلا غرابة في ذلك ، فهو يوم التأسيس والتكوين ، يوم الولاء والانتماء ، يوم الوحدة والانسجام ولم الشمل وجمع الشتات ، يوم النصر والفلاح ، يوم العز والفخر والشموخ ، يوم المجد والرفعة والكرامة ، يوم الأمن والأمان والاستقرار ، يوم الرخاء و الازدهار والرفاهية والنعم والخيرات الكثيرة ، يوم مشرق أشرقت سماء التوحيد بضياء الخير العميم ، ورسمت صورة جمالية لملحمة الوحدة الوطنية والاتحاد المتين.
يوم محفز وبقوة للجيل الحالي لاستحضار واستشعار تاريخ و ظروف ما كان عليه الأجداد من ضيق العيش وضعف الامكانات وضعف وفقدان الأمن ، وما وصلنا إليه الأن من تقدم ورقي وخير وعطاء. فبهمة وشجاعة وبسالة الرجال الأشاوس ، وبرؤية ثاقبة وعزيمة قوية تمكن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه من تحقيق الوحدة في بلد أشبه بالقارة لمساحته الشاسعة المترامية الأطراف ، وكثرة قبائله وسكانه إنجاز أشبه بالإعجاز في قياس الزمن والإمكانات ، لدرجة بات توحيد المملكة العربية السعودية ولله الحمد إنموذج فريد من نوعه على مستوى العالم.
إن ما تنعم به المملكة العربية السعودية في وقتنا الراهن والزاهر من أمن وأمان واستقرار و رخاء ، و نعم وخيرات كثيرة وتطور شمولي كمي ونوعي في كافة المجالات العدلية والثقافية و الاجتماعية والاقتصادية والرياضية ورؤية مستقبلية طموحة 2030 نلمس نتائجها ومشاريعها حاليا ، كل ذلك يتطلب منا كسعوديين أن نشكر الله ونثني عليه ، وندعوه أن يديمها علينا ، وأن يحفظ لنا مملكتنا الغالية وقيادتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من كل مكروه وسوء. وكل عام والوطن بألف خير ، و دام عزك يا وطن.