لندن – البلاد
بعد سبعة عقود من الحكم رحلت الملكة إليزابيث الثانية، فنعاها قادة دول العالم بكلمات مؤثرة، متوحدين في الثناء عليها بعد وفاتها في مقرها الإسكتلندي عن عمر يناهز 96 عاما، إذ عبرت بلدان العالم عن احترامها للملكة الراحلة، من دقيقة صمت في الأمم المتحدة إلى إطفاء أنوار برج إيفل وتنكيس العلم على منتصف السارية فوق البيت الأبيض وخطوات أخرى في عدد من الدول التي أعلن بعضها الحداد أياما على الراحلة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إليزابيث الثانية كانت أول ملكة بريطانية تقيم علاقات شخصية مع الشعب في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي أمر فيه بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض والمباني الحكومية، مشيرا إلى إن الملكة الراحلة كانت “امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما”، مضيفا أنها “كانت أكثر من ملكة.
لقد جسدت حقبة”، بينما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه إلى الملك تشارلز الثالث، متمنيا له “الشجاعة والصمود” بعد وفاة والدته، وذلك في الوقت الذي تقود فيه بريطانيا الحملة الغربية لفرض العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، كما أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن تعاطفه الصادق مع بريطانيا حكومة وشعبا. وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إن حياة الملكة وذكراها ستبقيان محفورتين في الذاكرة عبر العالم، بينما أشاد الرئيس الكيني المنتخب ويليام روتو بقيادتها المميزة لدول كومنولث، كما أشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز بـ”نزاهة لا حدود لها” لدى الملكة إليزابيث، متحدّثا عن نهاية زمن برحيلها. من جهتها، أشادت ألمانيا بإليزابيث الثانية باعتبارها “رمز المصالحة” بعد حربين عالميتين. في وقت ردد رئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا هذا الإحساس. وقال “لعبت دورا مهما في خلق عالم سلام وازدهار”، مضيفا أن وفاة الملكة كانت خسارة كبيرة للمجتمع الدولي.
وأعربت الأرجنتين، عن حزنها لوفاة إليزابيث. وقالت الحكومة في بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية، إنها “ترافق الشعب البريطاني وعائلتها في لحظة الحزن”. وفي السياق ذاته، أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن أسفهم لوفاة الملكة التي كانت رئيسة دولة بريطانيا طوال عضويتها في الاتحاد الأوروبي وحتى مغادرتها في نهاية المطاف، مشيدين بالملكة معتبرين أن الراحلة التي وصفها بـ”إليزابيث الصامدة” كانت تجسد “أهمية القيم الثابتة”. إلى ذلك، التقى الملك تشارلز الثالث، رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في قصر باكنغهام في أول لقاء رسمي له، وذلك عقب كلمة ألقاها الملك تعهد خلالها بأن يسير على خطى والدته، مؤكداً سعيه لخدمة بريطانيا بإخلاص واحترام وحب كما فعل طوال حياته. وتعهد الملك تشارلز الثالث، بخدمة البريطانيين طوال حياته، مستعيداً الالتزام الذي قطعته والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على نفسها في عيد ميلادها الحادي والعشرين. وقال تشارلز في أول كلمة متلفزة له كملك: “أجدد أمامكم هذا الالتزام بالخدمة طوال حياتي”، واصفاً إليزابيث الثانية بأنها “مصدر إلهام ومثال” بالنسبة إليه وإلى عائلته، مضيفا: “سأ حمل عهد الملكة إليزابيث معي. فخور بما تحقق من ازدهار في بريطانيا، وقيمنا ستظل ثابتة. سأقوم بكل ما في وسعي للدفاع عن دستور بلادنا”. وأعلن الملك تشارلز الثالث أن الأمير وليام سيكون ولياً للعهد وأميراً لويلز، متحملا المسؤوليات التي أداها طيلة خمسة عقود.