البلاد – محمد عمر
صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية هجماتها خلال الأسابيع الماضية في محافظة تعز، وشنت هجمات عسكرية واسعة، في مواصلة لانتهاكاتها الجسيمة للهدنة الأممية، بينما أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح أن التصعيد المتواصل من قبل الميليشيا يضع جهود تثبيت الهدنة وإحلال السلام أمام طريق مسدود.
وأشار إلى أن معاودة الهجوم من قبل مليشيا الحوثي يعد استخفافاً بالإدانات الأممية والدولية الواسعة، مشدداً على أهمية مضاعفة الجهود في الضغط على الميليشيا لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي مقدمتها فتح الطرقات ورفع حصارها على مدينة تعز، وإنجاز ملف تبادل الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل دون قيد أو شرط.
ولا تزال ميليشيا الحوثي ترفض حتى الآن فتح طرق تعز ورفع حصارها المفروض على المدينة منذ أكثر من 7 سنوات، وكذلك دفع مرتبات موظفي الدولة من عائدات ضرائب وجمارك المشتقات النفطية.
وعقب الانتهاكات الحوثية المتتالية خلال الأيام الماضية، لاسيما في محافظة تعز والحديدة، جددت الأمم المتحدة التأكيد على أهمية الالتزام بالهدنة. وأكد مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن الأمم المتحدة ستواصل تيسير المشاركة بين الأطراف اليمنية ودعمهم للوفاء بالتزاماتهم تجاه الهدنة المعلنة في البلاد، موضحا أن الأمم المتحدة ستواصل حث الأطراف اليمنية على مواصلة الانخراط مع بعضهم البعض بشأن القضايا العسكرية من خلال لجنة التنسيق العسكرية. يأتي ذلك بعد أن صعد الحوثيون هجماتهم خلال الأسابيع والأيام الماضية في محافظة تعز، وشنوا هجوما عسكريا واسعا على منطقة الضباب غرب المدينة، كما أقاموا قبل يومين استعراضاً عسكرياً بالحديدة غرب البلاد، في خرق واضح لاتفاق الحديدة، الذي تم التوقيع عليه في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 2018.
وقال عضو الدائرة الإعلامية براسة الجمهورية اليمنية الدكتور ثابت الأحمدي لـ”البلاد”، إن المليشيات الحوثية الإرهابية لم تلتزم فى تاريخها الدموي بأي هدنة أو مبدأ إنساني، مضيفا: “منذ انقلاب المليشيا على الدولة تم توقيع عشرات الاتفاقيات معها، غير أنها تبادر باختراق الهدنة منذ يومها الأول”. وتابع: “أعرف تماما أن هذه الجماعة لا يمكن على الإطلاق أن تلتزم بأي هدنة، لأنها جماعة حربية بطبيعتها وتطبعها، وُلدت مليشاوية وستظل كذلك، ويصعب أن تتمدن؛ بل يستحيل، وتاريخهم كتاب مفتوح بين أيدينا سابقا، ناهيك عن تاريخهم الراهن اليوم بين يدينا”.
إلى ذلك، أكد مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجبري لـ”البلاد، أن المبعوث الأممي إلى اليمن يحاول انقاذ خط سير الهدنة في اليمن واستجلاب كل أنواع الدعم ليتم تجديد الهدنة لفترة أطول أملا في إيجاد أرضية مشتركة يتم البناء عليها لتحقيق السلام في اليمن.
ولفت الجبري إلى المبعوث الأممي مقيد بخط زمني هذه المرة، فالتمديد الأخير للهدنة تبقي منه أقل من شهر لذلك لابد من الإسراع في تحقيق الاستقرار، مشيرا إلى أن اللغة التي تتحدث بها المليشيا حتى الآن هي لغة الحرب وليس السلام، ويتضح ذلك من خلال عروضها العسكرية المتواصلة وتعنتها في رفع الحصار عن مدينة تعز المحاصرة منذ سبع سنوات، ولم يحدث أن قدم الحوثي أي تنازل لتحقيق السلام أو حتي لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني. وشدد على أن جذر المشكلة وأساسها أن الحوثي يحتجز في مناطق سيطرته نحو 20 مليون يمني، محولا العاصمة صنعاء إلي ما يشبه السجن الكبير، فالمواطنون أصبحوا رهائن عنده، لذلك تأتي التنازلات من قبل الشرعية أملا في إنقاذ الملايين وعودة اليمن دولة تتسع الجميع، يحكمها الدستور والقانون.