كييف – البلاد
بينما تزايدت التحذيرات الدولية من خطورة الوضع في محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها القوات الروسية، خصوصا بعد التحذير من إمكانية “انتشار مواد مشعة”، اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، موسكو بالعمل جاهدة على تحويل الصرح النووي إلى قاعدة تهدد قارة أوروبا بأكملها، مؤكدا أن الأمان النووي يظلّ أولوية قصوى لبلده، خصوصا بعد الماضي المأساوي الذي عاشته أوكرانيا، في إشارة منه إلى كارثة تشيرنوبل النووية، وهي أكبر كارثة نووية بالعالم، وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية عام 1986، ولقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص وبقيت تداعياتها سنوات طويلة.
واعتبر كوليبا أن روسيا حولت محطة زابوريجيا إلى قاعدة عسكرية تعرض القارة الأوروبية بأكملها للخطر، مؤكداً على ضرورة الانسحاب الروسي من المصنع فوراً، فيما سلمت بعثة روسيا الدائمة لدى مجلس الأمن الدولي في أغسطس الجاري، أدلة تثبت قصف قوات كييف المحطة النووية الضخمة، مضيفة أن مستوى الإشعاع في المحطة ومحيطها ضمن النطاق الطبيعي. وعلى وقع تصاعد المخاوف الدولية والأممية من استهداف، محطة زابوريجيا نفذت القوات الروسية ضربات في محيطها.
وأعلنت وزارة الدفاع، أمس، أن القوات الجوية الروسية استهدفت ورشا في مصنع تابع لشركة “موتور سيتش”، حيث يتم إصلاح الطائرات الهليكوبتر في منطقة زابوريجيا، موضحة أن الضربات دمرت منشآت تخزين الوقود في منطقة دنيبرو الأوكرانية، التي كانت تزود الجيش الأوكراني بالوقود في منطقة دونباس. ورفضت روسيا مقترحاً أممياً وأوكرانياً على السواء بسحب السلاح من محيط موقع المحطة النووية، مؤكدة أنها لا تنشر أسلحة ثقيلة فيه، بل خفيفة وللحراسة فقط، متهمة القوات الأوكرانية بتنفيذ عمليات استفزاز في المنطقة، بما يهدد أمن المحطة، من أجل إلقاء اللوم على القوات الروسية. في حين تتهم كييف موسكو بالسعي إلى تحويل كهرباء زابوريجيا إلى شبه جزيرة القرم التي احتلتها عام 2014. وللتضييق على موسكو، يتجه الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق تأشيرات الدخول مع روسيا، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، مبينة أن القادة الأوروبيين يناقشون ما إذا كانوا سيشددون قيود التأشيرة على الروس، الذين يرغبون في زيارة الاتحاد الأوروبي.