جدة – البلاد
يواصل برنامج جودة الحياة جهوده ومبادراته الملهمة للسعادة، بتمكين قطاعات حيوية كالثقافة والتراث، والرياضة، والترفيه، والسياحة ، وتعزيز مشاركة المواطن في الأنشطة الملائمة، وفي نفس الوقت توليد الوظائف وتنويع النشاط الاقتصادي، وترسيخ مكانة مدن المملكة عالميا في مؤشر تحقيق السعادة للمواطن والمقيم والسائح. على مدى سنوات قليلة تمكن برنامج جودة الحياة من فتح آفاق جديدة لقطاعات عديدة، والتي تمس المواطنين والسائحين بشكل مباشر، من خلال تنويع الفرص الترفيهية، مثل تنظيم الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية المحلية والعالمية، مثل استضافة رالي دكار الدولي، وافتتاح عدد من المتاحف والمعارض الثقافية والمهرجانات الموسيقية، وفي هذا السياق استثمر البرنامج في تطوير الكوادر البشرية بقطاعات جودة الحياة المختلفة، وأطلق العديد من الأكاديميات والمعاهد والبرامج التي تُعنى بتطوير المواهب، كما عُني البرنامج بتطوير القطاع السياحي والإسهام بتعزيز مكانة المملكة وجهةً سياحيةً عالميةً.
قادة الترفيه
مؤخرا وضمن مبادرات برنامج جودة الحياة لتحقيق رؤية المملكة 2030 ، كرمت الهيئة العامة للترفيه 30 قائدًا مؤهلًا من برنامج «قادة الترفيه»، أحد برامج مبادرة «صنّاع السعادة» , وذلك خلال حفل ختامي بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه المهندس فيصل بافرط، والرئيس التنفيذي لمركز برنامج جودة الحياة خالد بن عبدالله البكر.
وتسعى الهيئة العامة للترفيه من خلال برنامج «قادة الترفيه» إلى صناعة أبعاد اقتصادية واعدة ومليئة بالفرص ذات مردود عال، يسهم في جعل المملكة العربية السعودية واحدةً من أعلى الدول في صناعة الترفيه، من خلال تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، وتحفيز دعم الاستثمار في مختلف المجالات الترفيهية، إضافةً إلى دعمها بالكوادر القادة على إدارتها وإنجاح برامجها.
وشهد ختام الحفل توقيع عدد من الاتفاقيات بين مجموعة من الشركات الوطنية في مجال الترفيه، تشمل مجالات التدريب، والحملات المشتركة، وإدارة الفعاليات، وتقديم العروض.
يأتي ذلك تماشياً مع مستهدفات الرؤية ، ونذكر هنا مبادرة «صنّاع السعادة» التي سبق وأطلقها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي بن عبد المحسن آل الشيخ ، بحضور وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي ومحافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الأستاذ أحمد الفهيد، وسفير جمهورية فرنسا لدى المملكة السيد لودوفيك بوي، وذلك خلال الحفل الذي أقامته حينها الهيئة العامة للترفيه، وتهدف إلى تأهيل وتدريب الكوادر البشرية المتخصصة في قطاع الترفيه، وتمكين الكفاءات السعودية من شغل الوظائف التخصصية في القطاع، وذلك في إطار استراتيجيتها التي تركّز على تطوير وتأهيل الكوادر الوطنية.
فهذه المبادرة الطموحة تدعم أكثر من 100 ألف شاب وشابة من أبناء وبنات الوطن للانخراط في العمل في قطاع الترفيه بالمملكة، مؤهلين بالعديد من الدورات التدريبية والدبلومات التخصصية المتنوعة التي تشكّل أهمية قصوى في قطاع الترفيه، بدءاً من إدارة الحشود السياحية، وإدارة المراكز الترفيهية والصيانة والسلامة العامة في مراكز الترفيه، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات وتسويقها، إلى جانب برامج الزمالة التي من شأنها نقل المعرفة، وبرنامج الابتعاث الذي بدأت مرحلته الأولى بالتعاون مع شركة القدية إلى جامعة سنترال فلوريدا، وليس انتهاءً ببرنامج قادة الترفيه الذي يؤهل مجموعة من القيادات التنفيذية في القطاع بالتعاون مع أفضل الجامعات المتخصصة في التطوير القيادي والشركات العالمية الرائدة في قطاع الترفيه.
وتتضمن المبادرة مجموعة من البرامج التعليمية والتدريبية والتطويرية في مقدمتها برنامج الدبلوم في قطاع الترفيه، والذي تقدمه الأكاديمية السعودية للترفيه، بالتعاون مع جامعة «كوت دا زور» الفرنسية، وبدعم من الهيئة العامة للترفيه وصندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”. وشمل البرنامج في المرحلة الأولى، تدريب وتهيئة 350 طالباً وطالبة من خريجي الثانوية العامة في مسارات: إدارة الحشود، وإدارة المراكز الترفيهية، وإدارة الصيانة، والسلامة العامة في مراكز الترفيه، فيما تقوم الشركات التي وقعت معها “الهيئة” مذكرات تفاهم بتقديم التدريب المنتهي بالتوظيف للمشاركين في البرنامج وعلى مدار مدة البرنامج تمنح للمتدربين مكافآت مالية شهرية.
مسارات حيوية
أيضا في هذا الاتجاه أطلقت الهيئة العامة للترفيه أول مسار من المسارات الثلاثة لبرنامج «زمالة الترفيه»، أحد برامج مبادرة صناع السعادة، لإثراء التجربة الترفيهية في المملكة، عبر تفعيل ورش العمل الخاصة بتلك المسارات. ويُعد «زمالة الترفيه» أول برنامج تدريبي مكثّف يختص بالمجالات الترفيهية في المملكة، حيث يمزج بين التعليم النظري والتطبيق العملي المباشر، بالتعاون مع أبرز القادة في قطاع الترفيه محليًا وعالميًا، من جامعات وشركات عالمية رائدة.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق ثلاثة مرتكزات رئيسة، تتمثل في «تطوير الكوادر البشرية الوطنية في المجالات الترفيهية، ونقل المعارف والخبرات العالمية المتخصصة في المجالات الترفيهية إلى المملكة، والإلمام بتفاصيل المجالات الترفيهية التي تركز عليها الهيئة العامة للترفيه في رؤيتها المستقبلية».
وتغطي مسارات برنامج زمالة الترفيه الثلاثة احتياج قطاع الترفيه في المملكة، وهي «مسار الفعاليات الترفيهية، ومسار الوجهات الترفيهية، ومسار الترفيه الإلكتروني»، وينال المتدربون في هذه المسارات شهادات وتراخيص معترف بها عالميًا.
ويختص مسار الفعاليات الترفيهية بالفعاليات المؤقتة التي تحدث في مكان واحد أو في عدة أماكن، بتنظيم المهرجانات الترفيهية والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية وتنسيقها وتنفيذها، من خلال ترسيخ المعرفة اللازمة لدى المتدربين، لتصميم فعاليات لجميع الفئات المستهدفة، والتقنيات المستخدمة لتشغيل وإدارة الفعاليات الترفيهية بأنواعها.
ويهتم مسار الوجهات الترفيهية، الذي يختص بجميع المناطق والمساحات الدائمة التي تضم الفعاليات «بوليفارد رياض سيتي»، و»ونتروندرلاند»، بإدارة وتشغيل المواقع الترفيهية، من مراكز وحدائق وملاهٍ وغيرها، عبر تعليم المتدربين الطرق الفعالة لإدارة الجموع. وبالنسبة لمسار الترفيه الإلكتروني ، فيقوم على الفعاليات الخاصة بالألعاب الإلكترونية وتشغيلها، من تصميم للمسابقات والبطولات والمعارض الخاصة، وتنسيقها وتشغيلها. ومن خلال هذه الفعاليات تعمل الهيئة العامة للترفيه على تنويع وإثراء التجربة الترفيهية في المملكة، لتكون أكثر جذبًا ومتعة وإثارة، وزيادة الخيارات الترفيهية المتاحة للأفراد، ودعم الاقتصاد المحلي، وزيادة العوائد، وتحقيق تصنيف مميّز للمملكة في هذا المجال.