البلاد – مها العواودة
أجمع مسؤولون لبنانيون أن بيروت باتت على شفا حفرة من نار الفتنة مع قرب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون نهاية أكتوبر القادم ومغادرته قصر بعبدا، مؤكدين أن البلاد بحاجة ماسة إلى مرشح مرحب به محليا ودوليا لإنقاذ لبنان من الانهيار الكبير، محذرين في الوقت ذاته من الفوضى الأمنية العارمة التي يتوقع أن تخلقها إيران خلال الاستحقاق الانتخابي لتخويف وترهيب الشعب، وتشمل الاغتيالات من أجل تمرير مرشحي ذراعها في لبنان، وهما الوزيرين جبران باسيل وسليمان فرنجية لاستمرار السيطرة على القرار اللبناني.
وقال السياسي اللبناني فارس سعيد، إن استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان يأتي في جو من التعقيد الوطني في ظل سيطرة “حزب الله” على الأمن، وتخطيطه لفرض المرشح الذي يريده، فضلا عن التعقيد الإقليمي والدولي، خصوصا مع رفض المنطقة لممارسات الحزب الإرهابي والتكاتف للتصدي لتدخلات إيران بشؤون الدول، مبينا أن ما يحدث في لبنان هو حالة استسلام كاملة من قبل الفريق الذي دعا أنه يواجه حزب الله وها هو غير قادر على ترتيب صفوفه وتبني مرشح ماروني متحرر من ضغط حزب الله من أجل خوض معركة متكافئة مع الحزب. ولفت إلى أن لبنان على صفيح ساخن على كل المستويات متوقعا أن تكون الخشونة من الجانب الإيراني خلال الاستحقاق الرئاسي من الناحية الأمنية بحيث تشمل الفوضى الأمنية وعودة الاغتيالات إلى لبنان. ويرى الوزير اللبناني السابق إيلي ماروني، أن لبنان المنهار ماليا واقتصاديا وسياسيا، يحتاج إلى احترام المواعيد الدستورية، وإجراء إنتخابات رئاسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة لبنان إلى الحياة لتلعب دورها في المنطقة، منوها إلى أن الرئيس القادم يجب أن يكون قادرا على جمع شمل اللبنانيين واتخاذ القرارات بعيدا عن تسديد الأقساط لإيران عبر حزب الله كما العهد الحالي، مشيرا إلى أن لبنان غني بالرجالات القادرين على إحداث التغيير، محذرا من استمرار هيمنة حزب الله وسيطرته على القرار باعتباره نهاية للبنان واللبنانيين على كافة الصعد، موضحا أن لبنان بحاجة إلى رئيس مستقل يملك الخبرة السياسية والإرادة والشجاعة وضرورة التصدي ومنع وصول مرشحي إيران وحزب الله إلى رئاسة الجمهورية مهما كلف الأمر. في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي نضال السبع، أن لبنان يتجه نحو الفراغ بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، فحتى هذه اللحظة لا يوجد توافق على رئيس للجمهورية.
وأضاف: “يوجد مؤشر مهم ورؤية عربية واضحة برزت في قمة جدة للأمن والتنمية قد تخرج لبنان من عنق الزجاجة، في حال بانتخاب رئيس لا يسير وفق وإملاءات حزب الله”. ويرفض الشعب اللبناني بكافة أطيافه سيطرة الحزب الإرهابي، إذ ألمح البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى أهمية انتخاب رئيس جديد لا ينتمي لحزب الله، وقائلا: “سنواصل الدعوة لتشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية، فلبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً”، في تأكيد لرفضه القاطع لسياسة الحزب الذي يوالي إيران. ومضى قائلا: “الرسالة في الدولة هي ممارسة السلطة من أجل تأمين الخير العام ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني وإعطاء الجميع الأمل وخصوصاً الأجيال الطالعة وتأمين فرص عمل وبالتالي فإن الهدف من العمل السياسي هو المواطن، ومن جهتنا لن نتخلّى عن إنسانيتنا وعن خدمة الإنسان مهما كلف الأمر”، موجها رسالة إلى “حزب الله” من دون أن يسميه، قائلا: “كفّوا عن قولكم إن المساعدات تأتي من العملاء، وأبحثوا عن العملاء في مكان آخر فأنتم تعلمون أين هم ومن هم ؟”، في إشارة إلى تلقي الحزب لتوجيهاته من طهران والعمل على تنفيذ أجندتها في لبنان.