ربما لم يتفطّن أحدٌ حيال سبب تسمية مباريات الكلاسيكو بهذا الاسم تحديدًا، وصار المصطلح يختص على مدى واسع بمباراة ريال مدريد وبرشلونة حصرًا دون غيرها من المواجهات القوية بين فرق النخبة الأوروبية مثل ميلان ويوفنتوس، أو ليفربول ومانشستر يونايتد، وغيره من المباريات التاريخية التي تحظى باهتمام عالمي.
الكلاسيكو (El Clásico) بالإسبانية أو (The Classic) بالإنجليزية، وتعني في اللغة العربية (التقليد) أو بمعنى آخر المباراة التقليدية، وقد تم تعريب المصلطح من الإسبانية لعدم اتساق المعنى عند ترجمته، فلا نجد شيًا مميزًا عندما نقول (المباراة التقليدية) لكن على النقيض يوحي الاسم بالإثار عندما نقول (الكلاسيكو).
يمكن اختزال سبب تسمية مباراة الكلاسيكو بهذا الاسم في التقليد السياسي السائد بمعظم البلدان الأوروبية منتصف القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية، فهناك أندية تتبع الدولة وهنا حالة ريال مدريد، وأندية تتبع منطقة تكافح لنيل استقلالها بعيدًا عن سطوة الدولة وهنا يمثّله برشلونة المنتمي لإقليم كاتالونيا، التقليد كذلك ارتبط بالتقسيم الطبقي الاجتماعي، روما مثلًا فريق يمثّل عامة الشعب ويواجهه آخر يمثّل الطبقة الغنّية وهو لاتسيو وهنا الحديث عن ديربي العاصمة الإيطالية. بل أن الأمر امتد إلى ما أبعد من ذلك، إلى الطوائف الدينية في ديربي اسكتلندا الأول “أولد فيرم”، فمشجعي فريق سيلتيك حصرًا من طائفة الكاثوليك فيما يعتنق مشجعو رينغرز البروستانت.. من الممكن القول بأن التقليد يقضي بمواجهة الشيء وضده.. دولجي ضد ثائر وغني ضد فقير طائفة دينية ضد منافستها.
اقرأ أيضًا.. قبل مباراة لاس فيغاس.. ما الدول التي استضافت الكلاسيكو في أرضها؟
من الراجح أن الكلاسيكو أطلق لأول مرة على المواجهات القوية في أمريكا الجنوبية، وبالأخص في ديربي العاصمة الأرجنتينية بين بوكا جونيورز وريفربليت، ولم يتم رصد استعمال كلمة كلاسيكو في الصحافة الإسبانية فيما يخص ريال مدريد وبرشلونة إلا في أواخر القرن الماضي.. أي أن الكلمة ورغم إنها إسبانية خالصة، فإنها دخيلة وليست متأصلة في ثقافة الإسبان.
لاحقًا، حُصِرَ مصطلح الكلاسيكو على مباراة ريال مدريد وبرشلونة، فيما يُطلق على مباراة بوكا جونيورز وريفربليت (سوبر كلاسيكو).. وفي عموم أوروبا تميّز كل ديربي أو مباراة تاريخية باسم خاص، فمثلًا يُطلق على مباراة بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند في ألمانيا (الكلاسيكر) ويستعمل الطليان مصلطح ديربي (ديلا مادونينا) لمباراة ميلان والإنتر، ونسبة إلى نهر الميرسيسايد تم تسمية ديربي ليفربول وإيفرتون بـ(الميرسيسايد).
