يقال إن الإنسان ينبهر بالأشياء اللماعة ذات البريق الساطع؛ سواء كانت ذات قيمة عالية أو منخفضة، وهو أمر لا ضير فيه، ولكن المشكلة تكمن عندما لا يلاحظ الأمور الثمينة والجميلة الأخرى، وذات القيمة العالية أيضاً فقط لأنها لا تلمع أو ليست ذات بريق خاص، فيتحول من شخص ذكي يقدر الجمال الظاهر والداخلي إلى طفل تحركه الأمور المضيئة.
هذا الأمر ينطبق على كرة القدم أيضاً، فالكثير منا في السابق لم يكن يرى قيمة اللاعب الحقيقية، أو ما يقدمه إلا إذا كان مهاريا مراوغا، أو صلبا خشنا، أو راعي( انبراشات)، أو هدافا داخل منطقة الجزاء متقنا لضربات الرأس، أو ظهيرا يركض ذهابا وعودة؛ لذلك أتذكر أنني وبعض الأصدقاء كنا دائما ما نتجادل في الصبا، عن ماذا كان يفعل الكابتن الذي له كل الاحترام حسين المسعري، إلى أن عجزنا، ولكن مع مضي الأيام عرفنا دور اللاعبين التكتيكيين، ومن ثم انتقلنا إلى المدربين وجمالية لعب أنديتهم، بمعنى آخر متعة اللعب والاستحواذ والتمريرات والتيكي تاكا، والضغط العالي، وانبهرنا بـ “بيلسا” بالرغم من انعدام إنجازاته، وانتقل ذلك الأمر إلى جوارديولا وكلوب، وكل ذلك طبيعي فالقلب يعشق كل جميل. ولكننا نسينا أن الجمال ليس كل شيء، وأن الجمالية في اللعب والتكتيك ليس بالضرورة أن تحقق الإنجازات الخالدة والدليل بيلسا، وأن هناك نوعا آخر من كرة القدم.
النوع الآخر، لا أعني به كرة القدم القبيحة التي يقدمها مورينهو وسيميوني، ولكن هي كرة القدم الجميلة جمالا هادئا، والمليئة بالذكاء، التي يقدمها مدرب عظيم مثل كارلو أنشيلوتي، الذي حقق الإنجازات العظيمة بكل ذكاء، مؤكداً زعامة المدربين الإيطاليين بإحدى عشرة بطولة، كما أنه أول مدرب بالتاريخ يتوج بأبطال أوروبا أربع مرات، وأكثر مدرب في تاريخ أوروبا تحقيقاً للبطولات الأوربية والقارية.
يجب التوقف قليلاً عن الحديث عن جوارديولا وكلوب وإنصاف سيد مدربي أوروبا كارلو أنشيلوتي الذي يعيد تعريف الجمال الكروي، ليرينا أن الجمال ليس دائما براقا ومبهرا، لذلك أعتقد أن الوقت حان للالتفات إلى ما يقدمه هذا المدير الفني العظيم وإنصاف ما يقدمه من عمل فني.
بعُد آخر..
هل يحتاج بعض الإعلاميين التذكير بأنه إذا استمر في الكذب، سيُكتب عند الله كذاباً؟
@MohammedAAmri