التكنولوجيا فرضت على شعوب الأرض ومنظماتها وشركاتها ومراكز البحث فيها، لغة ومفردات جديدة لم تخطر على البال من قبل، ومن تلك المفردات كلمة المحرك أو محركات. ولتوضيح الفكرة نقصد بها مثلا، محركات البحث مثل جوجل وغيرها، ومحركات الحجز؛ مثل نظم حجز تذاكر الطيران والسينما والمسرح وغيرها كثير.
اليوم سأحاول أن أضيف محركا جديدا يتوجب على الدول والمنظمات والشركات تبنيه، وهو محركات الإبداع والابتكار. حيث يعتبر الإبداع هو المصدر للقوة التنافسية الدافعة لازدهار الأعمال في عصرنا الحديث، وأرى أن الإبداع هو خليط أو مزيج من الفكر الإنساني والعمل الدماغي، مع التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات، وذلك بهدف تقديم حلول جديدة ومبتكرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والحياتية للبشر.
هذا، وعن طريق هذه المحركات يمكن للشركات والمصانع أن تعظم إنتاجها وتقلص تكاليفها تلبية لمتطلبات الأسواق العالمية ..
محركات الإبداع يجب أن تستجيب إلى إحتياجات العملاء المتغيرة والمتطورة والفريدة بكل عميل على حدة.
لقد ولي الزمن والوقت الذي يفرضه المهندسون والمصممون والمخترعون إلى إنتاج موحد يلبي احتياجات كافة العملاء، دون الالتفات إلى المقاييس والمعايير والفروقات الفردية الخاصة بهم.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الشركات يمكنها أن تبدع، ولكن القليل منها يعرف صناعة الإبداع، والسبب أنه لديها الأساليب والأدوات والنظم التي تحفز على الإبداع المنتظم والمستمر؛ بحيث تكون هي محرك الإبداع الأساسي.
ولكي تكون المنظمة، صانعة للإبداع، عليها أن توجد الأدوات والنظم والحوافز ووسائط تواصل فعالة داخلها وخارجها؛ بغرض الحصول على الأفكار والمقترحات التي تصب في قنوات الاختصاصيين لدراستها وتقييمها وتحسينها وتطويرها وتوظيفها في نظم الشركة أو في منتجاتها وخدماتها ..
وحتى يمكن للمنظمات والشركات الحصول على نتائج مثمرة وفعالة، يجب عليها أن ترسم إستراتيجيات محركات الإبداع بعناية تامة؛ بحيث تمكنها من إصطياد الأفكار المتناثرة هنا وهناك وإعادة تجميعها ودراستها وتطبيق الصالح والفعال منها.
هذه الإستراتيجيات يجب أن تتعامل مع مفاهيم مختلفة مثل إدارة الفكرة أو الأفكار.. وأيضا مفهوم إدارة الإبداع والابتكار.
وأخيرا، يجب أن تقود هذه الاستراتيجيات إلى ما يسمى بمشاريع الإبداع، التي بدورها تصب في خدمة العملاء وتحسين إدارة الشركة أو صناعة منتجات جديدة أو تحسين وتطوير الخدمات.