المحليات

“عراب الرؤية” يقود السعودية للصدارة العالمية.. وطن يتوق للعلياء ورؤية تحقق الطموح

البلاد – مها العوادة، مرعي عسيري، رانيا الوجيه، إيمان بدوي

إنجازات في كافة المجالات.. وتيرة عمل لجعل المشاريع العملاقة الكبرى تبدو ظاهرة للعيان على أرض الواقع، فلا انتظار حتى عام 2030 لتنجز المشاريع، كما قال سمو ولي العهد، إنما البدء الفوري في إنجازها بأسرع ما يمكن، فقد قال سموه: «لن ننتظر حتى عام 2030، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعا».

ومنذ مقولته باتت المملكة خلية نحل لا تهدأ فالكل يسابق الزمن لتكون ضمن مصاف الدول المتقدمة عبر مشاريع رائدة في الاقتصاد والسياحة والتقنية والإسكان، وغيرها من المجالات التي تشهد نهضة ليس لها مثيل منذ إطلاق سمو ولي العهد رؤية 2030م، مستهدفاً تشكيل النموذج الرائد للسعودية كدولة كبرى.

وتمضي المشاريع حالياً كما هو مخطط لها وفقاً لخبراء اقتصاديون وتقنيون، معتبرين أن مؤشر الأعمال يتفوق على الجدول الزمني الموضوع للمشاريع متجاوزاً مستهدفات السنوات الخمس الماضية، والإسكان مثالاً لا حصراً، بينما حققت المملكة المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين لسنوات عدة متتالية، وأصبحت الدولة الأولى في سرعات الجيل الخامس، ومن ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في سرعات الإنترنت المتنقل بعد ما كانت خارج قائمة أعلى 100 دولة، كما شهدت منظومة البحث والتطوير والابتكار قفزات كبيرة في المملكة من خلال مؤسسات رعاية العلم والموهوبين كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بخبراتها وإمكاناتها الكبيرة، ومؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك» بمظلتها الواسعة محلياً وعالمياً، وغير ذلك من المجالات التي تميزت فيها المملكة خلال السنوات الماضية.

ويرى المحلل الاقتصادي سليمان العساف، أن المملكة شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تغيرات جوهرية على أصعدة عدة، سواء اجتماعية أو اقتصادية واستثمارية، فعلى سبيل المثال نرى صندوق الاستثمارات العامة قد تغيرت بوصلته واتجاهاته من طريقة متحفظة جداً إلى استثمارات جريئة، وبعد أن كانت تخرج الأموال للاستثمار في الخارج أصبح يتم ضخ الأموال في مشاريع ضخمة جدا. وأضاف: «وتعتبر القدية ونيوم ومشروع البحر الأحمر خبر دليل، وغيرها من المشاريع الصناعية أو الاقتصادية أو الترفيهية»، وتابع: «كما أن هناك حركة توظيف ضخمة أيضا هناك حركة توطين للصناعة ونقل التقنية، كما تنوعت مصادر الدخل بعد أن عانت الميزانية منذ السبعينات من اعتلالات بسبب أحادية المصدر التي انحصرت في النفط فقط ولكن الآن ثمة تنوع لمصادر الدخل التي أثرت بشكل إيجابي في الناتج المحلي».

واستطرد العساف قائلاً: «توظيف السعوديين وتوطين التقنية الاستثمارات دلالة على حركة قوية جداً في تنويع الاستثمار وفتح مشاريع ضخمة وجريئة، ولكن لا يمكن أن نلمس أثرها خلال سنة وأتوقع أننا سنحصد ثمارها مستقبلاً». ومضى بالقول: «نعلم اليوم أن الإنترنت مهم جداً في كافة القطاعات كالأعمال والتعليم والطب والترفيه وما حدث خلال جائحة كورونا زاد الاهتمام والاعتماد على التقنية لدرجة كبيرة جداً، لذلك اهتمت الحكومة السعودية بهذا الجانب ما جعل المملكة تتقدم في لائحة الدول العشرين لتصبح في في المرتبة الثانية عالميًا بدلاً عن الثامنة عشر، ونتمنى الاستمرار على هذا المنوال مع تعزيز الاهتمام بالأمن السيبراني».

وقالت عميدة الكلية التقنية للبنات بجدة المهندسة حياة الغامدي، إن الكادر البشري العنصر رقم واحد لتنفيذ رؤية المملكة 2030 التي تعمل منذ إطلاقها على بناء مجتمع رقمي، يتمتع أفراده بالوصول العادل إلى جميع خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وتتمتع منظماته بنفاذٍ عادل إلى موارد الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل آمن، مبينة أن المملكة استندت على عدد من المبادئ، وهي: «تطوير البنية التحتية الرقمية وتكاملها، وبذل كافة الجهود لإزالة العقبات والتحديات – القائمة أو المتوقعة – وتعزيز التنافسية، وتطوير سبل استخدام الطيف الترددي في المجالات المتعددة والاستفادة القصوى منه كمورد وطني ذو قيمة عالية، تمكين بنية تحتية وطنية آمنة لدعم استخدام التطبيقات الرقمية بشتى أشكالها، وتعزيز الابتكار والبحث والتطوير في البنية التحتية الرقمية وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة في ذلك، وتمكين الشراكة بين القطاع العام والخاص وتشجيع الاستثمارات المشتركية في البنية التحتية الرقمية بما في ذلك الاستثمار في تقنية اتصالات النطاق العريض ونشرها وذلك لتعزيز واستدامة قدرة البنية التحتية الرقمية، ومن خلال هذا التقدم في البنية الأساسية للاتصالات كان المحور الأساسي فيه حوكمة الإنترنت وجاهزيته ورفع الموثوقية وقت الكوارث والأزمات. وأشارت حياة الغامدي إلى دور الجهات الحكومية ومنها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إذ أنشأت الكليات الرقمية وأولتها اهتماماً ودعماً من محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ومن أهدافها تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال رفع الكفاءة البشرية عبر عدد من التخصصات الرقمية والتي تعزز من صدارة المملكة في مؤشرات التنافسية محلياً وعالميًا وتغطي المهارات المستقبلية المطلوبة لسوق العمل.

ولفتت إلى أنه «إدراكا بأهمية الموارد المعرفية؛ أولت المملكة اهتمامًا ومتزايداً للابتكار بكافة أشكاله إذ تم إنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار لتكون رافدًا مهماً لإثراء منظومة البحث العلمي والتطوير والابتكار، بجانب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك» بمظلتها الواسعة محلياً وعالمياً، وغيرها من المؤسسات غير الربحية التي تهدف إلى بناء جيل جديد مبدع يقفز لأعلى المراكز فقد شهدت منظومة البحث والتطوير والابتكار قفزات في عدد المنشورات البحثية وتعزيز الشراكات البحثية العالمية وحققت المملكة المركز الرابع عشر عالمياً في عدد الأبحاث المنشورة الخاصة بجائحة كورونا. علاوة على ذلك؛ تم إنشاء الكليات الرقمية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

نموذج رائد
اعتبر أستاذ الجودة والاعتماد المهني في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور عصام الرحالي، أن واقع الإنجاز بالمشروعات الكبرى ينبئ بتشكيل نموذج رائد لرؤية المملكة كدولة كبرى، بدعم كامل من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الذي سبق وأن قال: «طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطنناً الذي نبنيه، معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم»، وهي كلمات محفزة للجيل الحالي ليبدع ويقدم أقصى ما لديه من أجل رفعة المملكة، وفق الركائز الأساسية الثلاث (مجتمع حيوي.. اقتصاد مزدهر.. وطن طموح )، سواء أن على المستوى الإقليمي أو الدولي وعلى جميع الأصعدة الاقتصادية والصناعية والاجتماعية والأمنية والصحية والبيئي والتنمية المستدامة، فالمملكة تحقق تقدماً ملحوظا وريادة وتميز في المؤشرات العالمية، كما توفر بيئة تدعم إمكانات الأعمال وتُوسّع القاعدة الاقتصادية، كما تشمل مبادرات الرؤية إطلاق مشاريع كبرى تسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية. وأشار الرحالي إلى أن تقدم المملكة 86 درجة في محور النظام البيئي الرقمي متصدرة دول مجموعة العشرين، محققة المركز الثالث في محور القدرات الرقمية بين دول مجموعة العشرين؛ يمثل ريادة رقمية مستمرة للسعودية، مؤكداً أن هذا الإنجاز ثمرة للدعم والتمكين والتوجيه الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى السنوات الماضية، ويعكس القفزات النوعية التي حققتها المملكة على مستوى البنية التحتية للاتصالات، وتنمية القدرات الرقمية، والمشاريع الرقمية الضخمة، إضافة إلى نضج التنظيمات والتشريعات الرقمية؛ وهذه القفزة النوعية هي نتيجة لاستراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2023 المستمدة من رؤية المملكة 2030.

وقال: «تحققت تلك المنجزات والخطوات بفضل الاهتمام بالنظام البيئي للتحول الرقمي، من حيث الاستثمارات في رأس المال الجري، وسهولة أداء الأعمال، والقدرات الرقمية، والاستعداد لتبني التحول الرقمي والابتكار، من حيث القدرات الرقمية للقوى العاملة، والاستعداد لمخاطر ريادة الأعمال، وانتشار النطاق العريض، والأفكار الابتكارية في الشركات، فضلاً عن سن التشريعات اللازمة، وإنشاء هيئة الحكومة الرقمية التي تساعد على إنشاء تفاعلات رقمية وخدمات إلكترونية بين المواطنين والحكومة وقطاع الأعمال، مع استمرار المملكة في استثمار بنيتها التحتية الرقمية، من خلال نشر شبكات 5G وبناء 6500 برج جديد. وأضاف الرحالي: «على صعيد تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، ترسخت ثقافة المحاسبة على مستوى الجهاز الحكومي والمواطن، وبلغ مجموع ما استردته الخزينة العامة من تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الأعوام الثلاثة الماضية، وهذا يمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، إضافة إلى أصول غير نقدية بعشرات المليارات نُقلت إلى وزارة المالية»، وبالتالي أسهمت مكافحة الفساد في نمو الاقتصاد السعودي وتحقيق منجزات الرؤية، بينما أسهمت برامج الرؤية في تهيئة بيئة تساعد على تنمية المهارات ومواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب، حيث وصل عدد الجامعات والكليات إلى 63 جامعة وكلية في الوقت الذي بلغت فيه البحوث العلمية المنشورة 33,588 بحثاً مقارنة بـ15,056 بحثاً في الأعوام السابقة بنسبة زيادة وصلت إلى 223%. وسجلت نسبة الالتحاق برياض الأطفال ارتفاعاً حيث أصبحت 23% بعد أن كانت 13%.

 

نظرة ثاقبة
يقول المستشار والخبير التقني المهندس أحمد حنبظاظة، إن واقع الإنجازات والمشاريع الكبرى حتى الآن يعكس نظرة المملكة الثاقبة بقيادتها الحكيمة التي تمضي بخطى راسخة نحو التقدم والازدهار وجودة الحياة، فما قامت به المملكة من تحول جذري يأتي ثمرة للدعم والتمكين والتوجيه الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ لكافة القطاعات خصوصاً الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى السنوات الماضية، كما يعكس القفزات النوعية التي حققتها المملكة على مستوى البنية التحتية، ودعم تنمية القدرات الرقمية، والمشاريع الضخمة، إضافة إلى ما حققته من نضج للتنظيمات والتشريعات الرقمية تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 لتجعل المملكة في مصاف الدول الأكثر نمواً، مما جعل المملكة ملتقى لكبار المستثمرين في جميع المجالات.

وأضاف حنبظاظة: «تطور المملكة في البنية الأساسية للاتصالات وتقنية المعلومات يسهم في جذب كبرى الشركات التقنية، مما يعزز التعاون المشترك ليسرع بذلك مراحل التطور المتعلقة بالتحول الرقمي لمواكبة رؤية 2030، وذلك من خلال تبني وتنفيذ أحدث أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية وتقنية المعلومات والاتصالات، والتي تساعد في تسهيل الآليات الشاملة للتحول الرقمي، مما يسهم في إطلاق اقتصاد المعرفة والتجارة الإلكترونية، وتحفيز الشباب على الدخول في هذا المجال، كما أن برامج الحكومة الإلكترونية المستخدمة لتمكين ودعم الجهات الحكومية تساعدها في إنشاء خدمات سلسة لتحسين تجربة المواطن ولأتمتة جميع الإجراءات الحكومية. ولا تزال المملكة مستمرة في استثماراتها في بنيتها التحتية الرقمية». وفيما يخص نجاحات التحول الرقمي بشواهده الماثلة في كافة الوزارات والقطاعات الخدمية: الداخلية، الخارجية، الإسكان، السياحة، الاستثمار، التعليم، والقطاع المالي والمصرفي، وما أحدثه ذلك من تقدم وترسيخ الشفافية وخفض النفقات، والاستجابة العالية من المجتمع وقدراته المتميزة في مواكبة وصناعة التقدم، قال حنبظاظة: «المملكة عملت على إنجاز استراتيجيتها للحكومة الرقمية، ووفرت القدرات الوطنية وعززت حصول المواطنين على المهارات اللازمة، فالنجاحات التي حققتها المملكة للقطاع التقني بجميع تفرعاتها لا تحصى وأسهمت في صناعة التقدم وخلق قدرات كبيرة أسهمت في خفض النفقات. ولكن سنتطرق لواحدة من أكبر الإنجازات التي كان لها الأثر في تحسين جودة الحياة وخاصةً في فترة الجائحة، إذ كان لها الأثر في تسريع وتيرة التقدم التقني على جميع القطاعات الحكومية والخاصة وقطاع التعليم والقطاعات المالية والمصرفية والوصول الى الآفاق في الاستثمار في تقنية البيانات والذكاء الصناعي، فتدشين المملكة لـ»سدايا» كان له أثراً مميزاً في الإنجاز التقني باعتبارها حجر أساس في تمكين الطاقات الوطنية الشابة عبر ابتكار حلول رقمية ساهمت بشكل كبير في مواجهة العقبات وبناء مستقبل قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

ولفت حنبظاظة إلى أن «سدايا» خدمات السحابة الحكومية التي تضمنت من خلالها أكثر من 30 خدمة سحابية و169 مركز بيانات تم دمجها، كما عززت من التعامل الرقمي من خلال اصدار الهوية الرقمية حيث وصل عدد المستفيدين لأكثر من 14 مليون مستخدم وتم ربطها مع 267 جهة ونفذ من خلال مشروع النفاذ الوطني أكثر من 510 مليون عملية. كما قامت المملكة بتطوير منظومة أبشر بقطاعي الأعمال والأفراد، وقامت بتدشين المنصة الوطنية للعمل الخيري «إحسان» والتي استفاد منها أكثر من 2.4 مليون مستفيد بإجمالي تبرعات وصل لأكثر من 982 مليون ريال. ومن الطبع لا ننسى أحد أهم الإنجازات التي ساهمت في إدارة أزمة الجائحة بكفاءة واحترافية عالية عن طريق منظومة «توكلنا» حيث استفاد من التطبيق أكثر من 23 مليون مستخدم وحاز تطبيق تباعد على المركز الثالث عالمياً.

 

رفع كفاءة الفرد
قال المهندس أحمد حنبظاظة، إن المملكة حققت إنجازات كبيرة منذ عام 2018 وحتى عام 2022، سواء بتطوير النظام البيئي للتحول الرقمي من حيث الاستثمارات، أو سهولة أداء الأعمال، والقدرات الرقمية، فيما يتضمن الاستعداد لتبني التحول الرقمي والابتكار، من حيث القدرات الرقمية للقوى العاملة، والاستعداد لمخاطر ريادة الأعمال، وانتشار النطاق العريض، والأفكار الابتكارية في الشركات بتحفيز تطوير القدرات الرقمية لجذب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية لتعزيز المعرفة الرقمية والتقنية بالمملكة من ناحية وخلق فرص توظيف وبرامج تدريبية مع هذه الشركات العالمية من ناحية أخرى، حيث تشمل الأهداف الرئيسية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في إيجاد أكثر من 25000 وظيفة جديدة في هذا القطاع، وزيادة حجم سوق تقنية المعلومات والتقنيات الناشئة بنسبة 50 % ونمو مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 13 مليار دولار على مدى خمس سنوات وزيادة مشاركة المرأة في القطاع بنسبة 50 %.

وتابع: «خلقت المملكة العديد من المبادرات وتبنت الكثير من البرامج التعليمية والتطويرية لرفع كفاءة الفرد والمجتمع واحتضنت أكثر من حدث تقني كان آخرها LEAP الذي استقطبت من خلاله أكثر من 100 ألف زائر لاكتشاف الجديد أمام التقنية والبشرية. وحظيت الفعالية بأكثر من 700 شركة تقنية دولية عارضة، وأكثر من 330 مستثمر وأكثر من 500 رئيس تنفيذي ومتحدث خبير. وقد تم الكشف عن أكثر من 6,4 مليار دولار من البرامج والمبادرات، وتم تقديم مليون دولار كجوائز للشركات الناشئة في هذا الحدث الذي يؤكد ريادة المملكة التقنية، كما تعد رؤية المملكة 2030 نقطة تحول تاريخية في خارطة المملكة ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً شاملة كافة الجوانب التنموية نحو غد مشرق ومستقبل واعد بالمزيد من التطور التنموي وتأكيد على النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء دولة عصرية تواكب مسيرة الحضارة العالمية وعطاءاتها.

قفزات كبيرة في المنظومة التقنية

يرى المحامي أصيل الجعيد، أن المملكة تعيش ازدهارا يليق بتاريخها العريق الممتد عبر سنين كفاح طويلة منذ الدولة السعودية الأولى وحتى العهد الزاهر، الذي تعمل قيادته الحكيمة -حفظها الله- على تنفيذ أفضل المشاريع لتحقيق الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد، بفضل تأهليه العلمي العالي وخبرته وحنكته الإدارية والقانونية بحكم دراسته للقانون بجامعة الملك سعود كلية الحقوق والعلوم السياسية، ما أكسبه معرفة بكافة جوانب الدولة التشريعية والإدارية ومنحه القدرة على التميز ورسم خطط رؤية 2030 كما ينبغي.

وأضاف: «المملكة دولة عظمى ومؤثرة على كافة الأصعدة، خصوصا أن موقعها الاستراتيجي يساعد على تعزيز مكانتها الجوسياسية، بينما قدرتها الاقتصادية وحكمة قيادتها جعلها تواجه التحديات بصلابة، بدليل تعاملها مع ملف جائحة كورونا، فقد شاهد العالم أجمع نجاح المملكة في التصدي للجائحة التي أرهقت العالم، وكذلك شاهد استضاف السعودية لاجتماعات مجموعة العشرين مع المحافظة على الأمن والأمان وتوفير كافة سبل الراحة للمواطنين والمقيمين والسياح».

واعتبر الجعيد أن تقدم المملكة في البنية الأساسية للاتصالات وتقنية المعلومات، عزز الاقتصاد الرقمي ونمى استثماراته، فصدارة المملكة في مؤشرات التنافسية العالمية دليل على نهضتها وتميزها في التقنية والاتصالات التي تعتبر أهم عنصر جاذب للشركات والاستثمارات الأجنبية. وتابع: «التميز التقني يوفر بنية تحتية إبداعية ليكون لدينا في كل مدينة وادي للسيلكون وحاضنة للشركات التقنية»، مؤكدا أن هذه الشركات لها متطلبات تقنية خاصة وفرتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مشيرا إلى أن توفر البنية التحتية الرقمية يساهم في رفاه المجتمع.

وأوضح الجعيد أن المملكة اليوم دولة رقمية بامتياز، فمعظم إجراءات الحكومة تتم عبر التطبيقات وتصل كافة احتياجات المواطن والمقيم عبر البريد السعودي حتى المنزل فلم تعد هناك حاجة للذهاب إلى الجهة الحكومية، بل هي من تأتي إليك لتخدمك في كافة المجالات، ولا شك أن ذلك ساهم في تخفيض النفقات والازدحام والمراجعات للجهات الحكومية.

وفيما يخص القفزات الكبيرة في منظومة البحث والتطوير والابتكار بالمملكة، قال: أحد أهم العناصر التي تجعلنا دولة بحثية تستفيد من أبحاثها بشكل اقتصادي هو الاهتمام بالبحث العلمي وتنمية المواهب ودعمها لذلك حرص سمو ولي العهد على إيجاد رافعات قوية للعلوم والتكنولوجيا، حيث تقوم مؤسسة مسك الخيرية بتلك الجهود بشكل متميز من خلال مبادرات مجتمعية ودورات محلية ودولية تقدم للطلاب والخريجين والمهتمين من السعوديين الذين شغفهم حب العلم وهدفهم رفعة الوطن الغالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *