“كرة القدم لا علاقة لها بالسياسة”.. عبارة تاريخية لا ينافسها سوى عبارة “دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر” في كتاب العبارات المجلجلة، وأسطوانة كررها لنا المسيطرون على العالم سياسياً، وكروياً اكتشفنا (بالطريقة القاسية) أنه يتم تطويعها بحسب مقاس القضية، وأصحابها.
قضية مالك نادي تشيلسي رومان أفراموفيتش الملياردير الروسي، وكيف نُزع منه ما يملكه في بلد أغنيته الرئيسة هي” فصل الرياضة عن السياسة؛ بل ذهبوا إلى ماهو أبعد من ذلك من إجراءات تعسفية تؤثر على رواتب اللاعبين واستقرارهم، وعلى الجماهير أيضاً، وعندما لم تسكت الجماهير قامت الدنيا ولم تقعد إعلامياً تجاه جماهير تشيلسي.
من اشتهر بساحة “الهايد بارك” التي يستطيع أي شخص أن يقول مايريده فيها بدون أن يتم التعرض له، أصبح إعلامه يضطهد من يختلف معه بشكل مركز وممنهج؛ بحيث أصبح كبار الإعلام الرياضي في سكاي نيوز وغيرها أمثال لينيكر وكاراجار، ونيفيل يضربون عشوائياً في الجميع لتبرير- ليس موضوع الحرب وأن الجميع لايؤيدها، ولكن إلى أبعد من ذلك على قول إخواننا المصريين إلى “التخبيط في الحلل”.
اللاعب النكرة، في أسوأ مراحل نادي ليفربول كاراجار يحاضر عن أن تشيلسي كان يقوم بالصفقات يُمنة ويُسرة ويخطف اللاعبين والمدربين، ويرمي الأموال بطريقة أضرت بالآخرين وربطها بأفراموفيتش وروسيا، وتناسى، أو أنه أجبن من أن يتحدث عن المُلاك الأمريكان والإنجليز ويربط مابينهم وبين ما قامت به دولهم في دول أخرى من جرائم. أما الفاشل تدريبيا ، والجبان فكريا نيفيل الذي وصل به الجبن أن لا يستطيع انتقاد أداء فريقه أثناء قيادة زميله السابق للفريق رغم مستوى الضياع الذي وصل له الفريق وانتقده عليها العالم أجمع، بما فيهم ريو فيردناند زميلهما السابق أيضا، ولكنه كان نعامة في ذلك الموقف، وحاول الاستئساد على ما تردد من أخبار عن محاولة شركة سعودية التقدم لشراء نادي تشيلسي، أما لينيكر الذي يتحدث عن حقوق الإنسان، فربما بلغ به النفاق في أن لا يرى انتهاكات دولته المستمرة، أو أنه يراها مبررة طالما كانت مَنْ مَنْ يعيشون في العالم الأول، ولا يرى التنديد بها تدخلا للسياسة وكرة القدم؟
ما يستفاد من هذا الدرس، وبكل بساطة هو أنه رغم ادعائهم لمبدأ تقبل الآراء وعدم فساد الود عند الاختلاف في الآراء، إلا أنهم يطبقون مبدأ” إن لم تكن معي فأنت ضدي”.
@MohammedAAmri