كييف – البلاد
حاصرت القوات الروسية أمس (الأحد)، العاصمة الأوكرانية كييف من كافة الجهات، مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الحادي عشر، حيث تتزايد المؤشرات على إيمان الغرب بأن كييف ستسقط في النهاية بأيدي القوات الروسية، بينما دوت صافرات الإنذار عدة مرات في العاصمة الأوكرانية، مع محاولات روسية لدخولها من المنطقة الشمالية، وسط قصف عنيف على أربين بضواحي كييف، فيما تتواصل عمليات الإجلاء.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الصواريخ الروسية دمرت بالكامل مطار “فينيتسيا” جنوب غرب كييف، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 2203 من مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء العملية، وإسقاط 8 مقاتلات أوكرانية وقصف مطار عسكري جنوب أوكرانيا، وإسقاط 6 مسيرات أوكرانية من طراز “بيرقدار” التركية، وتدمير 69 مقاتلة أوكرانية على الأرض و24 في الجو و778 دبابة. كما أكدت أن قوات دونيتسك ولوغانسك سيطرت على 11 بلدة شرق أوكرانيا، مبينة أنها دمرت قاعدة قاعدة “ستاراوكوستنتانيف” الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة طويلة المدى، وأضافت أن القوات الصاروخية الروسية دمرت أيضا منظومة للدفاع الصاروخي الأوكراني من طراز إس-300، فيما تم الإعلان عن تعزيزات عسكرية روسية في طريقها إلى أوكرانيا من مدينة بيلغورود.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن موسكو لن توقف عمليتها العسكرية إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال وتمت تلبية مطالب موسكو، مبينا أن العملية العسكرية تسير وفقاً للخطة والجدول الزمني الذي وضعته بلاده، بينما نقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر لم تسمه قوله، إن أوكرانيا قريبة من صنع سلاح نووي باستخدام البلوتونيوم. فيما اتهمت استخبارات بريطانيا العسكرية روسيا باستهداف مناطق سكنية بأوكرانيا كما جرى في سوريا والشيشان، وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، إن القوات الروسية تتجه نحو محطة “كانيف للطاقة الكهرومائية” جنوب كييف، فيما قالت الاستخبارات الأوكرانية إن روسيا تنشر صواريخ “توتشكا” الباليستية في محيط كييف. في وقت ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” Washington Post أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون لحكومة أوكرانية في المنفى، وأنهم يزودون أوكرانيا بأسلحة ومعدات قد تكون حاسمة في مرحلة حرب الشوارع، بعد أن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الانتقال إلى مدينة لفيف غرب البلاد رغم تقدم القوات الروسية التي أصبحت متاخمة لأبواب العاصمة كييف. وقالت الصحيفة الأمريكية إن حلفاء أوكرانيا يخططون لتوجيه عمليات حرب شوارع ضد روسيا في كييف من خلال تزويدها بأسلحة ومعدات نوعية قد تكون حاسمة في المعركة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن حرب روسيا على أوكرانيا، أطلقت أزمة إنسانية لها تداعيات هائلة على المنطقة بما فيها جمهورية مولدوفا، منوهًا إلى لجوء 250 ألف أوكراني إلى البلد الأوروبي؛ هربا من الحرب. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيسة مولدوفا، أمس، أن أغلب اللاجئين من الأطفال والنساء وأعدادهم في ازدياد، مشددًا على أهمية جهود العالم لاستقبال وحماية الأوكرانيين، مشيرا إلى أنه ناقش بذل ما يمكن لدعم مولدوفا في تقديم المساعدة للأوكرانيين، متابعًا: “طلبنا التصديق على 7 مليارات دولار من الكونغرس كمساعدات طارئة؛ لتلبية احتياجات النازحين واللاجئين الأوكرانيين، والمجتمع الدولي عليه مسؤولية لمساعدة مولدوفا للتعامل مع تداعيات الحرب”. وذكر أن غزو روسيا لأوكرانيا انتهاك لسيادتها وسلامة أراضيها، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، معقبًا: “الولايات المتحدة تظهر دعمًا قويًا لسيادة وسلامة أراضي كل البلدان، والدول لديها حرية اختيار مستقبلها”.
ولا تزال الولايات المتحدة تجري مناقشات مع بولندا من أجل تعويض أسطولها من الطائرات المقاتلة إذا قررت وارسو نقل طائرات ميغ-29 المستخدمة إلى أوكرانيا، حسب ما قال أربعة مسؤولين أميركيين لصحيفة “بوليتكو” الأمريكية”. إلى ذلك، توقع نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب، أن يستمر الصراع في أوكرانيا شهورا إن لم يكن سنوات، مضيفا أن الحلفاء الدوليين سيحتاجون إلى إظهار “قوة تحمل استراتيجية” لضمان إخفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وقال راب وفقا لشبكة “سكاي نيوز”: “مهمتنا مع حلفائنا هي ضمان فشل بوتين في أوكرانيا وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت نحن. نتحدث عن شهور، إن لم يكن سنوات، وبالتالي علينا إظهار بعض القدرة الاستراتيجية على التحمل لأن هذا لن ينتهي في أيام”.