كييف – البلاد
دارت مواجهات عنيفة أمس (السبت) بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية بعد يومين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسط تقارير بأن الجزء الأكبر من القوات الروسية يبعد الآن 30 كيلومترا عن قلب كييف، بينما يبدي الجيش الأوكراني مقاومة كبيرة في جميع أنحاء البلاد.
ومدد رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، حظر التجول في المدينة التي تتعرض لهجوم روسي مكثف لثالث يوم على التوالي مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها لا تستهدف المدن الأوكرانية، وتتخذ كافة التدابير لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، مؤكدة أن الجيش قصف بصواريخ “كروز” مواقع حيوية للجيش الأوكراني، وتحدث الإعلام الروسي عن أن مدينة ميليتوبول الأوكرانية باتت تحت سيطرة الجيش الروسي.
ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث، أمس، حيث تجدد قصف العاصمة وسُمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال بكييف، وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ، وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف. وأفادت وكالة “إنترفاكس” بأن القوات الأوكرانية تسيطر على محطة كييف للطاقة الكهرومائية. وأعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الوضع في كييف تحت السيطرة، مؤكداً أن العاصمة تحت سيطرة الجيش والسكان، فيما قالت القوات الأوكرانية إنها صدت “هجوماً” ليلياً شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينيسكي، أمس، إن هناك ما يربو على 100 ألف من القوات الروسية في أراضي بلاده، ويطلقون النيران على المباني السكنية، موضحا عبر حسابه على “تويتر” أنه تحدث مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وحث الهند على منح أوكرانيا الدعم السياسي في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف: “صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو”، موضحا أن “القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة”، داعيا الروس إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب. وطالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا دول العالم بعزل روسيا وطرد سفرائها وحظر النفط، وذلك عقب العملية العسكرية التي بدأتها موسكو في بلاده الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت لهجمات روسية ليلا، حيث أصاب أحد الصواريخ مبنى سكنياً في المدينة. وبينما أكد رئيس الشيشان رمضان قديروف، إرسال قوات إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب روسيا داعيا الأوكرانيين للتخلص من قيادتهم، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار لصد الهجوم الروسي. وقال بلينكن في بيان: “هذه الحزمة ستشمل وسائل عسكرية دفاعية جديدة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة تهديدات المدرعات والمقاتلات والمروحيات والتهديدات الأخرى”، كما أفاد متحدث باسم الجيش الفرنسي، أن فرنسا قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة روسيا، مضيفا أن مسألة قضية إرسال أسلحة هجومية لا تزال محل بحث، فيما ذكر وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، أن سلوفاكيا سترسل ذخائر مدفعية ووقودا بقيمة إجمالية تبلغ 11 مليون يورو إلى أوكرانيا، موضحا أن الشحنة تشمل 12 ألف طلقة من عيار 120 مليمترا، وعشرة ملايين لتر من وقود الديزل، و2.4 مليون لتر من وقود الطائرات. وفي تطور، أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية، أمس، أن بلادها ستتبرع بأسلحة آلية وبنادق قنص ومسدسات وذخيرة بقيمة 7,6 مليون يورو لأوكرانيا. وقالت جانا سيرنوشوفا في تغريدة على “تويتر”: “وافقت الحكومة على تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا التي تواجه هجومًا روسيًا”، فيما أعلنت المجر، موافقتها على فصل روسيا من نظام “سويفت” المالي.
وللمرة الأولى في تاريخه أعلن حلف الناتو تفعيل “قوة الرد” التي تضم 40 ألف جندي، كإجراء دفاعي ردا على العملية العسكرية الروسية الدائرة في أوكرانيا، حيث أكد القائد الأعلى لحلف الناتو الجنرال تود ولترز، وفقا لشبكة سي إن إن الإخبارية، تنشيط القوة متعددة الجنسيات التي تتألف من قوات برية وجوية وبحرية وقوات العمليات الخاصة من الحلفاء والتي يمكن نشرها بسرعة لدعم قوات الحلف. وقال ولترز: “هذه لحظة تاريخية والمرة الأولى التي يستخدم فيها الحلف قواته ذات الجاهزية العالية هذه في دور الردع والدفاع”، مؤكدا على أن “إجراءات الردع هذه حكيمة وتعزز سرعتنا واستجابتنا وقدرتنا على حماية وحماية مليار مواطن أقسمنا على حمايتهم”.