برلين – البلاد
تصاعدت المخاوف الغربية لا سيما الأمريكية من أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكاً، في ظل حشد موسكو لأكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، وإنشائها نقاط ضغط على ثلاث جهات تحيط بالأراضي الأوكرانية، الأولى في شبه جزيرة القرم جنوباً، والثانية على الجانب الروسي من حدود البلدين، والثالثة في بيلاروسيا شمالاً، بينما أطلقت ألمانيا أمس (الأحد) تحذيراً خطيراً، معتبرة أن طبول الحرب تقرع في القارة الأوروبية على خلفية الحشود العسكرية على الحدود الروسية الأوكرانية.
وقال نائب المستشار الألماني، ووزير الاقتصاد روبرت هابيك، إن أوروبا على شفير الحرب، مشيرا إلى وجود جيوش وحشود عسكرية كبيرة في مواجهة بعضها البعض، منبهاً إلى أن ما يجري خطير جداً. وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المحمومة التي تبذل لتجنب الحرب، غير أن محللين حذروا من أن الجيش الروسي يشكل تهديداً مباشراً لأوكرانيا، طبقا شبكة “سي إن إن” الأمريكية، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية أن قاعدة كبيرة في يلنيا، والتي كانت تحتوي على دبابات ومدفعية ومدرعات روسية أخرى، أفرغت إلى حد كبير، ويبدو أن المعدات نقلت إلى قرب الحدود في الأيام الأخيرة، كما نقلت أيضاً كميات كبيرة من الأسلحة إلى القاعدة في أواخر عام 2021 قبل أن تختفي، بما في ذلك حوالي 700 دبابة وعربة قتال مشاة وقاذفات صواريخ باليستية.
وكشفت صور الأقمار الصناعية انتشاراً كبيراً للقوات والمعدات، حيث قدرت أن أكثر من 550 خيمة عسكرية ومئات المركبات قد وصلت شمال سيمفيروبول، عاصمة القرم، إلا أن صور الأقمار الصناعية حددت انتشاراً جديداً لأول مرة الخميس الماضي، بالقرب من بلدة سلافني على الساحل الشمالي الغربي لشبه الجزيرة، بما في ذلك المركبات المدرعة. ولوحظت عمليات الانتشار الجديدة هذه في نفس اليوم الذي وصلت فيه عدة سفن حربية روسية إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي في القرم، كما نشرت وزارة الدفاع الروسية، صوراً لست سفن إنزال برمائية كبيرة في الميناء.
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، أن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري بات وشيكاً وكبيراً، بما يكفي لتبرير مغادرة الكثير من الموظفين السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية كييف، مضيفا خلال مؤتمر صحفي في هونولولو، بعد اجتماعه مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي: أصدرنا أوامر برحيل معظم الأمريكيين الذين ما زالوا في السفارة الأمريكية في كييف، لاسيما وأن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري أصبح كبيرا بما يكفي والخطر بات وشيكا للدرجة التي تقتضي معها الحكمة القيام بهذا الشيء، إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أن المسار الدبلوماسي مع موسكو بشأن أوكرانيا لا يزال قائما، معتبرا أن السبيل للمضي فيه هو أن تعمل روسيا على تهدئة الأوضاع. إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على أي عدوان عسكري روسي على أوكرانيا، وذلك تزامناً مع التقارير الأمريكية التي تحدثت عن غزو روسي محتمل قريباً، لافتا إلى أن هناك تنسيقاً مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشأن آخر التطورات في أوكرانيا وحولها.