اجتماعية مقالات الكتاب

جنون الاستحواذ

من الجميل ان يحقق الفرد احلامه لاسيما ان كانت تحقق له النجاح والتميز والرفعة في كل مجالاته ونيل الشرف في مجتمعه لهو امر في غاية الجمال والبحث عن الكمال سمة بشرية خلقت مع كل فرد.

ولكن ماذا لو أصبح الفرد منا مستعداً كل الاستعداد على تحقيق كل شيء في آن واحد؟ وهذا ليس مستحيلا بل انه ممكن جداً ومبهرٌ جدًا ولكن ماذا لو أطلق الفرد منا عنان احلامه وأصبح يعمل المستحيلات لتحقيق كل شيء حتى لو كانت احلامه ليست احلامه؟

قد يصاب الفرد بجنون اسمه جنون الاستحواذ اذ انه يخطف احلام غيره ويحققها لنفسه بشتى الطرق وهنا يصبح الشخص ناجحًا غير مرغوب به في مجتمعه خصوصًا إذا لم يلتزم في تحقيق طموحاته فقط بل هو متأهب دومًا لخطف افكار الاخرين.

قد تتشابه أفكار الناس واحلامهم وطموحاتهم ولكن الاختلاف يكمن في التنفيذ والتخطيط وإذا على كل فرد ان يخطط كيف يحقق احلامه وان يساعد الاخرين في تحقيق احلامهم ان كان يسبقهم في سلم النجاح لا ان يقتلع جذور احلامهم.

قد يصاب الفرد منا بجنون الاستحواذ لكونه يتصاعد في النجاحات ولكن علينا ألا نغفل عن اهم عامل في استمرارية النجاح الا وهو المنافسة الشريفة والتي تضمن له حقه وتضمن للآخرين حقوقهم وألا يكون الفرد منّا سببًا في تدمير الاخرين بل علينا ان نعي ان نجاح فرد منا هو نجاح المجتمع بأكمله.

ان اعتلاء مراتب النجاح لهو امر فريد من نوعه ولكن يلزمنا ألا نقتلع احلام وافكار الاخرين في مجتمعاتنا وان نكون رموزًا في نهضة مجتمعاتنا وان نكون مثالًا يحتذى به على الدوام.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *