اجتماعية مقالات الكتاب

الوعي وصناعة المحتوى الهادف

إن صناعة المحتوى له تعريفات شتى وقد عرفه البعض أنه المساهمة في نشر معلومات في سياقات محددة، عن طريق وسائط وعلى وجه الخصوص وسائط الإعلام الرقمي، وذلك لفائدة المستخدم النهائي “الجمهور”،كما يتم إطلاقه على ما يتم التعريف عنه عبر حزمة من الوسائط والأساليب المعبرة سواء كان كلاماً أو كتابة أو صورا أو عبر الفنون المعبرة أو الفيديوهات التي تعبر عن المحتوى بالشكل المناسب. وهو مصطلح جديد لنمط إنتاج وتلقي الثقافة والمعرفة في أوساط رواد الشبكات التواصلية الافتراضية، ومن شأنه النهوض بالمحتوى التقليدي وإثرائه وتوسيع انتشاره بفضل الوسائط الحديثة التي يتمتع بها.

وقد أضحى هذا المحتوى وسيلة مفضلة للكثيرين في عالمنا المعاصر لاسيما في أعقاب التطور الكبير في تطبيقات التكنلوجيا وعالم الذكاء الصناعي وذكاء الأعمال والاتجاه صوب الرقمنة، حيث أتاح للمتخصصين وذوي المعارف والخبرات المختلفة الذين يتكئون على معلومات ثرة وكبيرة نشرها في وسائط التواصل المختلفة من خلال صناعة محتوى رقمي لهم.

وهنالك حزمة من الموجهات في سبيل صناعة محتوى رقمي هادف سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً منها على سبيل المثال لا الحصر وجود الدافع لإنشاء المحتوي وضرورة فهم مهارات تقديم المحتوى واستخدام البرامج والوسائل الخاصة بإبراز المحتوى مثل ( Power Point) وال(Photoshop) وغيرها، كذلك الاهتمام بجودة عناصر الصورة والصوت والإضاءة لتوصيل الرسالة بصورة مثلى وغيره، وذلك عبر مراحل عدة أهمها تحديد الهدف من المحتوى والجهة المستهدفة به ونوع المحتوى الذي سيتم تقديمه لها ووسيلة الاتصال المثلى التي يقدم فيها حتى الوصول إلى إخراجه في قالب هادف ومفيد وممتع.

إن كثيراً من المحتوى الرقمي الذي تنضح به وسائط التواصل اليوم سواء كان فنياً أو أدبياً أو تجارياً أو اجتماعيا أو إعلانياً أو خلافه والذي أضحت له شركات إنتاج خاصة به، ليس كله هادفاً وجيداً، بل إن كثيراً منه متسم “بالتفاهة” والابتذال والركاكة وقلة الذوق لمتابع ومتصفح وقارئ ومشاهد يمثل الحلقة الضعيفة المستقبلة لمثل تلك الإنتاجات الفجة، وهنا يقع الدور على المختصين أفراداً ومؤسسات لوضع حلول بغية محاصرة المحتوى التافه من خلال تنمية وعي الأفراد وتثقيفهم لتحصينهم من صناعة محتويات مبتذلة وفجة.

كما تبقى أهمية تعليم الطلاب في المدارس كيفية عمل محتوى هادف وإنشاء كليات ومعاهد تدرس صناعة المحتوى لا سيما المحتوى الرقمي، بجانب أهمية وجود جهات استشارية يلجأ لها صناع المحتوى لتقديم الاستشارة لهم من أجل ضبط إيقاعات المحتوى الرقمي بنمط يجعله هادفاً ومشوقاً وذا فائدة للآخرين وبالتالي قادراً على فرض نفسه في النهاية، وذلك كله لنصبح مجتمعاً متحضراً نعكس للجميع أننا ذوو وعي وأهداف جادة.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *