في كرة القدم الحديثة تغيرت المفاهيم وتداخلت الجهات حتى أصبحت كرة القدم هي إحدى أهم واجهات الدول التي تنقل حضاراتها للعالم، ما جعل قيادات الدول تلتفت لها وتطورها بشكل كبير بل تعدى ذلك بمراحل حتى وصل لمرحلة تجعل الدول تخصص أموالا من ميزانياتها لتطوير الدوريات المحلية لما لذلك من فوائد كبيرة.
فالدوري الانجليزي كمثال حي جعل الشركات العملاقة تتسابق وتتهافت عليه للحصول على رعايات وإعلانات وعقود لتتسع رقعة الأندية المنافسة على اللقب في الدوري الإنجليزي وهذا من أهم الأسباب التي جعلته أهم وأكبر المسابقات في الوقت الحاضر، وهنا نطالب وزارة الرياضة دعم الأندية السعودية كافة، وطرح الخصصة التي سوف تعجل من تطوير دورينا حيث تتوافق مع رؤية بلادنا 2030م بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
بالنظر إلى دورينا المحلي نجد أن الأندية المنافسة لا تتعدى في الموسم الواحد ناديين وفي بعض المواسم القليلة والنادرة تصل إلى ثلاثة أندية حيث إن الأندية الكبيرة وهي الأربعة الكبار المتعارف عليها في دورينا التي يأتي الأهلي أولها ومن بعده النصر والهلال والاتحاد لا نجدها في قمة عطائها دائماً ويكون اثنان منهم فقط المتنافسين والبقية تكون غارقة في بحر من المشاكل والديون. ومن المفارقات الغريبة في دورينا أننا نجد الفريق المنافس هذا الموسم تائها تماماً في الموسم الذي يليه، وهنا نتسائل عن الأسباب والمسببات لذلك وبدون أي شك نجد أن تغيير الإدارات المستمر وعدم الاستقرار هو الإجابة الأهم والسبب الأبرز وهنا أود التركيز على النادي الأهلي كمثال، فبعد صناعة الفريق الحلم عام ٢٠١٦م وعلى مدى ٤ أعوام تسبقه تم هدمه بسرعة البرق حتى أصبح يصارع على مراكز الوسط وبالنظر لما يدار داخله تتضح الصورة بوجود عمل جيد إلى حد ما يقدمه الرئيس ماجد النفيعي إدارياً فقط و يملك طموحا كبيرا لوضع النادي في مساره الطبيعي، ولكن الأمور الفنية في الفريق الأول لا تسر الناظرين ويتضح بها كثير من الكوارث التي اتخذها الجهاز الفني بغض الطرف عن الأسماء، فما يهمنا هو الكيان وما ننتقده هو العمل الذي يعكس حجمه ويقيس نجاحه هو النتائج التي لا تزال حتى الآن دون الطموح أبداً، ولذلك عددكبير من القرارات التي اتخذت أضرت بمسيرة الفريق وبالتحديد فكرة المشروع الذي أعتبر أنه ضحك على الجمهور وتغفيل وتضليل لهم فمجرد التفكير بهذا الشكل بحد ذاته عكس سير لطريق النجاح وهو مشروع غير مشروع؛ فلا الوقت ولا الزمان يسمح بذلك فالدوري السعودي في وجود ٧ محترفين لا يسمح لك بالبناء من الصفر، فكل ما تحتاجه هو استقطابات ناجحة وخبرات دقيقة تبني عليها أسسا للفريق يسار عليها مع الاهتمام بالفئات السنية ولكن بشكل مراحلي وتدريجي.