الشغف وسيلة للتعبير عن الحب بقوة المشاعر والأحاسيس، وتعني أيضا المعتقد القوي، والإرادة القوية،
وبدون الشغف نفتقد إلى الطاقة والحيوية.
والشجن أو الأشجان، هي حالة إنسانية ونفسية تحرك العواطف والقلوب والعقول، وكلا العنصرين، يشكلان صفات القائد الفذ، الذي يعمل على تحريك قلوب وعقول ومشاعر وهمم من يعملون معه، بقوة وقناعة مماثلة لاندفاعه وطموحه.
شغف القيادة، كفيل بتحريك ألهمم والطاقات لشعوب بأكملها، كي تنطلق وتعمل وتساهم في نهضة البلاد وإعادة البناء والتغيير والتحول، بهدف إيجاد الحياة التي تتوق إليها النفس البشرية، وهي الأمن والأمان والسلامة والرفاهية والعيش الكريم.
القائد الشغوف، لديه خيالات وأحلام ورؤية ورسالة وطاقة داخلية قوية، تحفزه على البناء والإنجاز والدافعية للعمل.
أما البعد الآخر في صفات القيادة هو، الشجن، أو الأشجان.. إنها العلاقة المكملة واللصيقة بين صفات القيادة والعقلية المفتونة بالحب، إنه التحدي الذي يواجه الإنسان منذ اللحظة الأولى لولادته.
شغف القادة، يدفعهم إلى القفز فوق المستحيلات والمعوقات المحبطة، فإنهم يبحثون عن الأسوار العالية والجبال الشاهقة للقفز على قممها، إنهم يبحثون عن الجديد والمتغير والمتطور، ويدركون تماما ما يدور في عقول الناس، وما هي احتياجاتهم ورغباتهم وأمنياتهم، ويفهمون تطلعاتهم وسلوكياتهم.
القادة الشغوفون، لديهم رؤية مستقبلية واضحة المعالم، ويستطيعون توظيف قدرات الآخرين وإمكاناتهم لتحقيق رؤاهم وأهدافهم الطموحة، ولديهم القدرة على الاستجلاب والاستحواذ على المصادر العلمية والمعرفية والتقنية والنفسية، ابتداءً من المعلومة، وانتهاءً بقدرات البشر وطاقاتهم الكامنة.
القادة الشغوفون، مبادرون وقادرون علي القفز على الحاضر إلى ما هو أبعد بسنوات ضوئية، ولديهم القدرة على استنباط الحلول والتعبير عنها بوضوح وثقة.
وحتي لا يكون ما ذكرته سردا نظريا، أدعوكم إلى دراسة متعمقة في شخصية القائد، سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ودراسة رؤيته المستقبلية لعام 2030 وما تحقق منها من إنجازات، كان آخرها، مهرجان الرياض بزخمه الإبداعي، والفورميلا وإدارتها بأرقى المستويات والمعايير العالمية، ومهرجان سينما البحر الأحمر الذي فاق كل التوقعات، حيث أن هذه الاحداث الثلاثة أدهشت العالم.
إلا أنني أرى أن أكبر التحديات التي كسرت الجمود هي الغوص في تحول الذهنية والفكر الجمعي للمجتمع السعودي، وتغيير صورتنا النمطية في نظر العالم، وأننا جزء منه، نتأثر به ونؤثر فيه.