جدة – البلاد
يقلق وجود المرتزقة في ليبيا مختلف دول العالم، باعتبار أنه يمثل تهديداً كبيراً للمنطقة، ويمكن أن يقوض الديمقراطية التي يرتب لها عبر الانتخابات الرئاسية والنيابية، إذ تواجه طرابلس صعوبات كبيرة في التخلص منهم على الرغم من الجهود الدولية لمساعدتها في هذه العملية، بينما حذر تقرير أممي من استمرار وجود المرتزقة الأجانب في ليبيا، لافتاً إلى أن ذلك يمثل تهديداً خطيراً للوضع في البلاد.
وأعرب تقرير أعدّه خبراء في الأمم المتّحدة، عن أسفه، لأنّه على الرّغم من مطالبتهم العلنية بانسحاب المرتزقة من بلدهم فإنّ أطراف النزاع ما زالوا يحتفظون بمقاتلين أجانب في صفوف قواتهم، مشددا على أنّ اللجنة ليس لديها دليل على حدوث انسحابات واسعة النطاق حتى الآن لهؤلاء المرتزقة. وأوضح الخبراء الذين أعدّوا هذا التقرير أنّ المرتزقة يتقاضون رواتب تتراوح قيمتها بين 800 و2000 دولار شهرياً، في وقت يقول التقرير المرحلي السرّي الذي تسلّمه أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر مؤخراً إن “الوتيرة المكثّفة لإرسال” شحنات السلاح المحظورة إلى ليبيا، تراجعت لكنّ حظر السلاح يظلّ غير فعّال بتاتاً.
والخبراء الذين أعدّوا هذا التقرير مكلّفون من قبل مجلس الأمن مراقبة مدى احترام الدول لقراره المتعلّق بمنع إرسال أسلحة إلى ليبيا.
ويغطّي تقرير الخبراء المكلفون من قبل مجلس الأمن مدى احترام الدول لقراره المتعلّق بمنع إرسال أسلحة إلى ليبيا، الفترة الممتدّة بين يناير ونوفمبر الماضي، وقد زاروا من أجل إعداده ليبيا، إذ حذّر التقرير من أنّه “بالاستناد إلى عمليات النقل التي تمّت في 2020، تظلّ مخزونات الأسلحة مرتفعة وكافية لإذكاء أيّ نزاع في المستقبل”، مشيراً إلى أنّ القسم الأكبر من ليبيا لا يزال تحت سيطرة جماعات مسلّحة.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الشهر الفائت أن دفعة من عناصر المرتزقة تتألف من أكثر من 150 مرتزقا قد وصلت إلى ليبيا، مؤكدا أن عمليات تبديل دفعات المقاتلين في ليبيا مستمرة، رغم تخفيض المرتبات الشهرية بشكل كبير عمّا كانت عليه قبل توقف الحرب بين الأطراف الليبية، والمطالبات الدولية بوقف إرسال المرتزقة إلى ليبيا.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال في ختام مؤتمر دولي حول ليبيا في باريس إن المرتزقة سيغادرون ليبيا خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن دولا تعهدت بسحب المرتزقة من ليبيا بدون تأخير لأن وجودهم يهدد الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة برمتها. وأكد ماكرون أن “خطوة أولى تمت عبر سحب 300 من المرتزقة”، لكنه أوضح أن هذا الأمر ليس سوى بداية. وعلى الدول سحب مرتزقتهما وقواتهما العسكرية بدون تأخير لأن وجودهم يهدد الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة.