تكتظ القاهرة الخديوية بالعمارة الهندسية الأوروبية، فعندما تمر في شوارع وسط المدينة ، تشعر لبرهة انك في بقعة من بقاع باريس أو بلجيكا، فتتميز بنايات وسط المدينة بطراز مختلف وأنيق، كما أنها احتفظت بجميع تفاصيلها العتيقة ومنها المصاعد الخشبية القديمة التي تبدو مرعبة لكنها تبعث في الروح شئ ما من نوستالجيا الحنين إلى الماضي.
بعض هذه المصاعد لا تزال تحمل اللوحات النحاسية الأصلية التي وُضعت خلال تركيبها لأول مرة منذ عشرات السنوات؛ كتبت هذه اللوحات بالفرنسية وأشارت إلى عددٍ من أكبر شركات توريد المصاعد في العالم مثل “ستيجلر” و”شندلر”.
برغم كل شيء تبقى تلك المصاعد من أقدم الطُرُز التي قدمتها الصناعة الأوروبية في هذا المجال، ورغم اعترافنا بأن استمرارها في العمل حتى اليوم أمر طيب إلا أن هذا لا يعني أنها خالية من المشاكل.
يقول “عم نوار” حارس أحد بنايات شارع قصر النيل بوسط المدينة ، أن مصعد البناية يعتبر تحفة أثرية لأن البناية نفسها تعتبر أثر فقد تجاوز عمرها حوالي 100 سنة على حد قوله، لذلك يصعب استبداله بآخر حديث، فهو يعود بك بالزمن إلى حقبة مختلفة تذكرك بالماضي العريق.
كما أضاف أن هناك صيانة بإستمرار للمصعد ، لذا لم يحدث أي مشكلة بسببه ، كما أنه أصبح أيضا متمكن في صيانته، وأشار “عم نوار” أن البعض من الغرباء قد يشعرون بالقلق عند دخولهم المصعد الخشبي، لكن سكان البناية لا يشعروا بأي قلق تجاهه لأنهم اعتادوا عليه.
وأوضح جمال أحمد القاطن في احدى بنايات حي الزمالك بالقاهرة، بالفعل المصعد يعتبر تحفة أثرية، لتجاوزه عشرات السنوات، لكنه قديم جدا.
وأكد جمال أنه يفضل استبدال المصعد بأخر حديث، لكن هناك صعوبة مع ارتفاع أسعار المصاعد في الوقت الحالي وقلة أعداد السكان بالبناية، لكن هناك صيانة باستمرار لذلك فلا يسبب أي مشكلة.