تزخر محافظة أملج الحوراء البهية بالعديد من الآثار التاريخية، ومن هذه الآثار التاريخية قصر البنت التاريخي الذي بني ايام الرومان كما يعتقد عندما كانوا يتواجدون في “ليكي كومي الحوراء”. وهو قصر مبني من الحجارة وببناء هندسي جميل ويقع القصر على ربوة عالية على طريق التجارة قديمًا ويعتقد انه بني كقلعة حماية لقوافل التجار قديما. وأثرت عوامل التعرية في القصر حيث طمرت الكثبان الرملية أجزاءً كبيرة من القصر الموجود في محافظة أملج.وبهذا الاسم يوجد قصر في قرية الفرع في محافظة العيص وآخر في محافظة العلا.
وسبب التسمية يقال إن فتاة جميلة كانت تعيش مع أخيها في القصر وكانت زوجة أخيها تكرهها ولا تريد أن يشاركها أحد في القصر وكانت الفتاة مخبأة حيث أنها لا تخرج من القصر لجمالها وكانت الفتاة تتعرض للاضطهاد من زوجة أخيها والتي دوما تشتكي لزوجها وتكيد للفتاة ولم يكن للفتاة صاحبة ولا قريبة فتأنس بهما فعوضت ذلك بمناجاة القمر عبر نافذة غرفتها فـتبث له أحزانها وهمومها فوشت الزوجة لزوجها وقالت له إن أختك عاشقة، وعشيقها يأتيها ليلا عند طلوع القمر بدرًا منيرا فصدق قولها وانتظر حتى طلع القمر فذهب ناحية غرفة أخته وسمعها كعادتها وهي تناجي القمر وتنشد بكلمات ليست ككل الكلمات وأبيات شعرية غزلية فاستل رمحه ودخل مسرعا عليها وطعنها في صدرها طعنة أردتها صريعة فوضعت يدها على مكان الطعنة وضربت بها الجدار.
ويذكر بأن أثر الكف بلون الدم ظل سنين طويلة على الجدار شاهدا على قتلها ظلمًا وقد يكون أثر هذه الاشاعة التاريخية نقش كفاً منحوتاً على جدار القصر. ولقد أكد ذلك علامة الجزيرة (حمد الجاسر) رحمه الله وذكرها عندما كتب عن قصر البنت في قرية الفرع التابعة لمحافظة العيص. وهذه الرواية متداولة أيضا في قصر البنت في أملج. ويعتقد ان سبب التسمية قد تعود الي ان حاكمة القصر وأميرته امرأة خلال تلك الفترة والحقبة الزمنية وبالتالي سمي بهذا الاسم.
وقصر البنت في أملج ما زال لم تسلط عليه البحوث التاريخية ليكتشف تاريخه وهل له ارتباط فعلي بقصر البنت في الفرع والعلا او مجرد تشابه اسماء، وقد يكون هذا أول مقال يكتب عن هذا القصر وموقعه.
lewefe@hotmail.com
