شعر: قروان الصيعري
رؤية : ماجد الغامدي
تزخرُ القصائدُ الغزلية بالتغني بالحب والمحبوب تارةً وأحيانا بالرجاء و التودد وآخرى بالشكوى والاستعطاف.ولكن الشاعر هنا يتجاوز كل ذلك ويختصر حالته العشقية في صيغة تقريرية وكأنه قد تجاوزَ كل تباريح المرحلة من ولوع و نزوع و وجدٍ و فقد ، فهو يعبر عما يجدُ في ذاته من اتزان وإدراك و حكمة وإن كانا في فحوى قوله شيءٌ من الأمنيات التي كان يأمل أن يجدها، لذلك جاء تعبيره تقريريا في اسلوب من الحكمة والنضج ، فهو يرسمُ في ما يبثه في شعره الواقعَ المأمول الذي يلبي اعتزازهُ بنفسِه وما يحمله من وفاء وصدق وحنين يصل حد الحسرة ليخرجَ من واقع الأسى المعاش إلى تَمَثُّلِ الأمنيات في القصيدة ، ليستعيد من خلالها علوم الهوى والهواوى ويتذكرُ حبيبتَه ولحظات الهيام والتّوَلّه الغابرة التي كانت تخضّرُ لترانيمها غصونُ الوجدِ وتزهرُ لجمالها فياضُ الوجدان.وقد أجاد الشاعر بجميل الوصف وبديع السبك وأبدع في اختيار القافية بين السكون المتتالي في الصدر لِتُناسب الصيغة التقريرية في التعبير والوصف، وبين حروف المد في قافيه العجز التي جاءت في لِتتماهى مع إطلاقِ الزفرةِ الممتدة.
من هو تخلى عنك في عز حاجتك
ما هو كفو تعنز عليه الهقاوي
اعنز على اللي لا خذا الوقت راحتك
ما ردته عنـــك بعيــد الخطاوي
اللي قبل لا تطلبه قال لك جتك
واللي على العد الرهاوي يخاوي
ومادام يا قلبي القصيده مساحتك
ف اطلق على الحر النداوي نداوي
قل له عن علوم لها سنين ضامتك
وقل له عن (علوم الهوى) والهواوي
وسهوم جادل من عنا الوقت ناشتك
وخلتك تنزف من قصيدك غناوي
عمهوجتن لامن تغنت ونادتك
يخضر غصنٍ من لظى الشمس ذاوي
واليا تثنى عودها الغض زادتك
فوق العجاب السبع ثامن وراوي
واليا اضحكت حمر الشفايا وناجتك
تضحك لك الدنيا وتنسى البلاوي
غابت وجرد احساسها فوق طاقتك
مابللت كبد القفار الخلاوي