لأجل الحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي ، ظل العالم وعبر مؤتمرات عديدة يبحث هذه القضايا سعيا للوصول إلى تحريكها لتخفيف المخاطر الناجمة عن هذا التغير على الإنسان والأرض والمياه دون أثر بارز في هذا الاتجاه، لتأتي المبادرات التاريخية التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن كان على مستوى المملكة كقدوة مضيئة في معالجة هذه التحديات وبرؤية غير مسبوقة ، أو “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي افتتحها أمس، بمشاركة دولية واسعة، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها بأرقام قياسية عبر خارطة طريق عظيمة المقاصد والأهداف لسلامة كوكب الأرض ، أشار إليها ، حفظه الله ، بالتأكيد على تنسيق الجهود تجاه حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، بتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من (10 %) من الإسهامات العالمية.
لقد أكد سموه على حقائق مهمة في مقدمتها أن “مصادر الطاقة التقليدية كانت أهم الأسباب لتحول دول المنطقة والعالم من اقتصادات تقليدية إلى اقتصادات فاعلة عالمياً، والمُحرك والدافع الرئيسي نحو أسرع نمو اقتصادي عرفته البشرية على الإطلاق” ، وهو واقع عاشه العالم ولا يزال في تفاصيل التقدم الهائل القائم على الطاقة التقليدية ولعقود قادمة، وها هي المملكة تدشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة، وتمثل فرصا كبيرة للاقتصاد والأمن، والتي ستحفزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، لخلق وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة ، والإسهامات القوية بحزمة المبادرات السعودية من أجل مستقبل الإنسان وكوكب الأرض.