الخرطوم البلاد
مع غليان الشارع وانقسامه بين تيارين، وتوقع بمسيرة مليونية تملأ شوارع الخرطوم اليوم (الخميس)، أجمعت قيادات بالائتلاف الحاكم في السودان على أن الفترة الانتقالية لا تتحمل غياب أي من قوى الثورة، داعين لتوحيد الصفوف بوجه فلول “الإخوان”، مؤكدين أهمية التعاون نبذ الخلافات في سبيل حماية الانتقال المدني.
وأكد وزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، استحالة الردة التي يتوهمها الإخوان، ورموز النظام السابق القابعين بسجن كوبر، مبينا أن النزاعات التي تشهدها الساحة السياسية حالياً محسومة لصالح التحول المدني الديمقراطي، معتبرا أن الشعب السوداني يرفض الشمولية، واصفاً المواكب المقررة اليوم، بأنها ستكون “زلزالا واليوم الأهم في مسار الثورة السودانية”، داعيا إلى التماسك ووحدة الصف لتفويت الفرصة على الفلول والانقلابيين الذين يظنون ويعتقدون بموت قوى الثورة.
وشدد يوسف خلال ندوة سياسية حول الوضع السياسي في السودان وتحديات الانتقال المدني بولاية الجزيرة، على أنه لا أحد بإمكانه الانقلاب على الشعب السوداني الذي مهدوا له بالاستثمار في تفكيك قوى الثورة عبر خطابات الوقيعة بينه وبين القوى السياسية الديمقراطية.
فيما طالب المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء ياسر سعيد عرمان، بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، والخروج بإصلاح شامل لهياكل السلطة، واستعادة حقوق الشعب السوداني، مقرا بخطأ قوى الحرية والتغيير في عدم تشكيل المجلس التشريعي الذي يمثل صوت الشعب، داعياً قوى الثورة وحركات الكفاح المسلح للتوحد. وأضاف “الحكومة لن تحل إلا بإرادة الشعب السوداني، الذي يريد حكومة مدنية تُدير موارده”، ممتدحا جهود قوى الثورة في إخراج السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، وإصلاح العلاقات بين السودان والمنظمات الدولية ما انعكس إيجاباً على تحسن الاقتصاد المحلي.
من جهته، قال مقرر لجنة إزالة تفكيك إخوان السودان، وجدي صالح، إن الفترة الانتقالية لا تتحمل غياب أي من قوى الثورة، مشدداً على ضرورة تسريع خطوات تشكيل مفوضية الفساد لتفعيل مبدأ المحاسبة، كما حذر من أنهم لن يسمحوا بجر البلاد للفوضى. ولفت صالح، إلى أن التعدد والتباين من سمات وميزات الديمقراطية، مجددا إيمانهم العميق بالديمقراطية والتحول المدني، مطالباً بالتوحد والتمسك بأهداف الثورة الحقيقية، والقصاص للشهداء، بجانب أن تكون المواطنة أساساً للحقوق والحريات، كما طالب الشعب بعدم الانجرار وراء أي لغة لا تشبه قيم الشعب السوداني، وألا يتسلل إليه الإحباط، خصوصا في ظل تعرض قوى الثورة لمحاولات تشويه وتمزيق من القوى المعادية والحالمة باسترداد السُلطة.