البلاد – مها العواودة
تعهد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس (الأربعاء)، بإعادة أموال العراق المنهوبة والمهربة مهما طال الزمن، رابطا الفساد بالإرهاب، كونهما وجهين لعملة واحدة، مؤكداً محاسبة المفسدين وتحقيق بيئة آمنة للحفاظ على ثروات البلاد.
وقال الكاظمي، خلال المؤتمر الدولي لاسترداد الأموال المنهوبة برعاية الجامعة العربية، إن هناك مليارات الدولارات تم تهريبها من العراق خلال حقبة النظام السابق وما تلاها بعد أن استغل البعض الفوضى لسرقة أموال الشعب العراقي ونقلها إلى خارج البلاد، مؤكداً أن هذا الملف يشكل الأولوية للحكومة العراقية للحفاظ على ثروات الشعب، لأن الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة، داعياً الدول العربية إلى التعاون مع العراق للتعامل بجدية مع هذا الملف الخطير الذي تسبب بتراجع المؤسسات التعليمية والصحية.
فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن هذا المؤتمر يعد فرصة مهمة لمشاركة الرؤى لمكافحة الفساد واسترداد الأموال التي تعد ظاهرة خطيرة على الأمن والتنمية والاستقرار وسيادة القانون.
ويناقش المؤتمر، خلال جلساته، التي ستعقد على مدى يومين، محاور وأوراق عمل تتعلق بآلية مكافحة الفساد وجهود الجامعة العربية في مكافحة الفساد، وتجارب عدد من الدول العربية في مجال استرداد الأموال المنهوبة، فضلاً عن التعاون الدولي والتجارب والممارسات والمعايير الدولية في مجال استرداد الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد وتحسين الأطر القانونية والتقنية لاستردادها.
وشن الكاظمي خلال الفترة الماضية حملات على المفسدين الذين يريدن إرباك المشهد الانتخابي، إذ تترقب الأوساط السياسية العراقية والشارع العراقي بحذر الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل، وسط تحذيرات من وجود عدة تحديات أمام العملية الانتخابية أبرزها العنف والتزوير، الذي عمل رئيس الوزراء العراقي للقضاء عليه. وفي هذا السياق أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي لـ”البلاد”، أن الانتخابات القادمة ستشهد تغييرات عديدة، معتبراً أنها مؤشر إيجابي لتحول ديموقراطي، معتبراً أن أبرز التحديات تتمثل في إقناع الشعب بالمشاركة الواسعة في الانتخابات، لغلق المجال على المزورين الذين يريدون الحصل على الأصوات بطرق غير مشروعة. ويرى المحلل السياسي العراقي عمر عبد الستار، أن المشاركة الواسعة في الانتخابات هي السبيل لقطع الطريق على الأحزاب التابعة لإيران.