جدة – البلاد
ما إن تسلمت حركة طالبان السلطة في أفغانستان، إلا وقفزت للأذهان المشاهد السابقة للحركة، ليبدأ القلق الدولي حيال 5 ملفات أساسية، تمثل تحديات كبرى أمام مسؤولي طالبان، الذين تعهدوا بإنجازها على أكمل وجه، في انتظار الوفاء بوعودهم.
التحدي الأول يتمثل في إثبات حركة طالبان أنها لم تعد حاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية، لأن كل الدول تحدثت عن مخاوف من عودة الإرهاب عبر كابل، خصوصاً بعد الانفجار الذي وقع في مطار كابل الدولي أمس وخلف عدداً من الضحايا، ما يشكل خطراً على المنطقة والعالم، إذ شددت روسيا على أن خطر الإرهاب لا يزال مرتفعا في أفغانستان، منبهة إلى وجود عناصر من تنظيم “داعش” على الأراضي الأفغانية، إلى جانب الواقع الجديد في البلاد، المتمثل بسيطرة حركة طالبان على الحكم، وسبقتها الولايات المتحدة الأمريكية بتأكيدها عودة قواتها إلى العاصمة الأفغانية حال شعرت بتهديد إرهابي من جماعات قد تحتضنها طالبان، في وقت طالبت الصين ودولاً غربية الحركة بانتهاج سياسة معتدلة ومستقرة بعيداً عن الجماعات الإرهابية.
ويأتي ملفا حقوق الإنسان، واحترام المرأة ضمن التحديات الماثلة أمام طالبان، في ظل حديث المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشليت، عن تقارير تفيد بتنفيذ طالبان لعمليات إعدام دون محاكمات قضائية في أفغانستان، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، بما في ذلك القيود المفروضة على النساء وتجنيد الأطفال، على حد قولها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما يجعل طالبان في اختبار آخر على الرغم من تعهدها باحترام حقوق المرأة.
تحديان آخران يواجهان طالبان في عهدها الجديد، هما حسن الجوار، والاندماج والتعايش مع المجتمع الدولي، وهو ما طالبت به دول عدة على رأسها روسيا والصين، التي استبعد محللون أمريكيون أن تنجح حركة طالبان الأفغانية في بناء علاقات جيدة معها، معتبرين أن العلاقات بين الطرفين “صعبة”، بالرغم من مسارعة بكين بإعلان استعدادها للتعامل مع طالبان دبلوماسياً عندما وصلوا إلى السلطة. بالمقابل شدد مجموعة الدول السبع على ضرورة عدم الاعتراف بشكل منفرد بنظام حركة طالبان في انتظار قرار عبر مجلس الأمن، وهو ما تنتظره طالبان للتمكن من الاندماج مع المجتمع الدولي، بينما يرى مراقبون أن ذلك لن يتحقق إلا في حال التأكد من حسن نوايا حركة طالبان وعدم احتوائها للتنظيمات الإرهابية، والتزامها بالتعهدات التي قطعتها بمجرد الوصول إلى السلطة في أفغانستان، فيما تسعى طالبان لإنجاز الملفات الخمس لتحظي بالتأييد.