الكلمة لها تأثيرها النفسي والفسيولوجي على الإنسان ، لذلك قدَّم الله ذكر الكلمة أو القول ، على الصلاة والزكاة . فقال “وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”.
وأتذكر قصة رجل مسلم” أعجمي” ، عاش في مزرعة بإحدى دول شرق آسيا مع حفيده الصغير. وكان كل صباح حين يستيقظ، يجلس يقرأ القرآن ، وكان حفيده يريد أن يصبح مثله، وفي أحد الأيام سأله قائلا: جدي! أنا أحاول أن اقرأ القرآن مثلك لكنني لم افهم كلماته، ما الفائدة من قراءته؟.
قام الجد بتجربة عملية مدهشة ومقنعة لهذا الحفيد، حيث وضع الفحم في المدفأة، وطلب منه أخذ كيس الفحم إلى النهر وملأه بالماء. فقام الولد مسرعاً يعمل ماطُلب منه، لكن الماء تسرب قبل أن يصل راجعاً إلى المنزل. ضحك الجد وأمره أن يكون اسرع في المرة القادمة، ثم بعثه إلى النهر ، وتكرر الأمر مرة أخرى حيث فرغ الكيس من الماء قبل وصوله المنزل. حاول عدة محاولات حتى ايقن أنه من المستحيل فعل ذلك.
طلب “الجد” من الابن النظر إلى الكيس، فلاحظ متعجباً أنه أصبح نظيفاً من الداخل والخارج، عندها ضحك الجد وأخبره أن هذا ما يحصل عندما تقرأ القرآن، وأنهُ من الممكن ألا تفهم شيئاً، ولكن عندما تقرؤه مرة بعد مرة، سوف تجد طهارة قلبك وطمأنينة روحك.
وعن أثر الكلمة يقول الفيلسوف كاستيانوس “في حياتنا اليومية نتكلم ونكتب، ونستعمل كلمات دون تركيز في أغلب الأحيان، ودون إدراك أن لها طاقة خاصة بها، وشحنة عاطفية إيجابية أو سلبية على من يسمعوننا وعلينا نحن أيضا”.
ومن جانبها أوضحت المتخصصة في علم الأعصاب جولدي “أن علم الأعصاب الإدراكي يثبت أن الكلمات لديها قدرة على خلق وتغيير الحالة النفسية للشخص “.
وذكر مؤلفو كتاب “علم اللغة الإيجابية” أنه إذا ما خلقنا بداخلنا عادة التعبير بشكل إيجابي، واعتدنا حقا على التلفظ بتلك الكلمات، بل وعشناها، سيكون لها تأثير إيجابي علينا وعلى من حولنا”.
فاصلة :
الكلمة هي التي تشكل الأفكار والمشاعر، هناك كلمة تسعدنا أو تحـزننا ، وكلمة تـلهمنا ، أو تحبطـنا لذلك قال صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”، أحرص على اختيار الكلمة اللطيفة عن نفسك، وتقدير ذاتك، وذكر ايجابياتها، وكررها ولا تسمح، أو تستجيب للكلمات المؤذية، وحاول إثبات عدم صحتها، فمثلا الفشل في شيء معين ليس معناه أنك فاشل، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي”.
Faheid2007@hotmail.com